عرف ممدوح عبد العليم أضواء الشهرة في عمر الـ14 عامًا، عندما شارك في بطولة مسلسل "الجنة العذراء" إخراج نور الدمرداش، مجسدًا شخصية الطفل رضا، ليجد نفسه يقف أمام الكاميرا بصحبة نجوم بحجم كريمة مختار، حمدي أحمد، حسن عابدين، أنور إسماعيل، ولفت الأنظار إليه بشدة، ليتصدى بعدها بعام واحد لبطولة مسلسل الأطفال "مغامرات وليد وراندا في الفضاء" مجسدا دور "وليد" الذي يخوض رحله مع شقيقته لاستكشاف الفضاء.
ممدوح عبد العليم الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الـ7، اعتاد الشهرة والنجومية منذ طفولته، ونال إعجاب الكثير من صناع الدراما، ليشارك في عدة أعمال تليفزيونية متتالية، لكن حلمه كان أن يذهب إلى السينما، وبالفعل تحقق له ذلك من خال فيلم "قهوة المواردي" الصادر عام 1981 بطولة فريد شوقي، نبيلة عبيد، يوسف شعبان، فاروق الفيشاوي، ثم أخذ مساحة دور أكبر بفيلم "العذراء والشعر الأبيض" مع محمود عبد العزيز، نبيلة عبيد، شريهان، ليشارك في عدد من الأفلام الأخرى، وأيضًا عدد من المسلسلات التليفزيونية الشهيرة في فترة الثمانينيات.
أدرك النجم الراحل البطولة المطلقة في الدراما التلفزيونية من خلال المسلسل التلفزيوني "الحب وأشياء أخرى" مع أثار الحكيم، وتأليف أسامة أنور عكاشة، المؤلف ذاته الذي سيكون له تأثير كبير فيما بعد في تاريخ ممدوح عبد العليم، مع توليه دور "علي سليم البدري" في السلسلة الشهيرة "ليالي الحلمية" ويظهر للمرة الأولى في الشخصية عام 1988، ويتعاون مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، ويقف أمام النجم يحيى الفخراني الذي كان يجسد دور والده في المسلسل الشهير.
المفارقة القدرية أن مسلسل "ليالي الحلمية" جمع بين ممدوح عبد العليم وهشام سليم الذي جسد دور شقيقه "عادل سليم البدري"، والاثنان وقتها كانا من النجوم الشباب الواعدين الذين توقع لهم الكثير من النقاد أن يتوليا زمام الأمور عقب جيل فاروق الفيشاوي ونور الشريف ومحمود ياسين، لكن ذلك لم يحدث رغم اتفاق الجميع على موهبتهما وحضورهما الفني القوي، فممدوح عبد العليم وهشام سليم لم يُقدر لهما أن يصبحا نجومًا بارزين في السينما مثلما فعل الجيل الذي سبقهما، حتى جاء بعد ذلك جيل محمد هنيدي وأحمد السقا ليفتحا أبوابًا جديدة لنجوم شباب.
الابن الفني البكر للنجم يحيى الفخراني كما يقول عنه في لقاءاته الإعلامية تعرض لظلم في السينما، رغم موهبته واختياراته المغايرة في كل عمل يتصدى لبطولته أو يشارك بدور بارز في أحداثه، لنجده يقدم دور السيناريست الشاب الريفي في الفيلم الكوميدي "بطل من ورق" عام 1988 في أول بطولة مطلقة له بالسينما التي تصادف أنها مع أثار الحكيم أيضًا، وفي العام التالي يتألق في فيلم "كتيبة الإعدام" مع نور الشريف ومعالي زايد، مجسدًا شخصية الضابط الذي يحقق في جريمة قتل وسرقة، وبعدها بعامين يقدم تجربة موسيقية غنائية كوميدية مع ليلى علوي والمخرج شريف عرفة بعنوان "سمع هس" مجسدًا شخصية فنان شاب يدعى "حمص" يسعى مع حبيبته "حلاوة" إلى تحقيق حلمها بالغناء والشهرة، وأيضًا فيلمه المظلوم إعلاميًا "رومانتيكا" الصادر عام 1996 والذي تعرض أيضًا لأزمة إنتاجية كبيرة وشاركه بطولته لوسي، أشرف عبد الباقي، شريف منير.
شباك التذاكر لم ينتصر لممدوح عبد العليم، لكن شاشة التلفزيون أنصفته، ليصبح واحدًا من نجوم الدراما التلفزيونية خصوصًا مع اقتناع المخرج إسماعيل عبد الحافظ بموهبته، ليتألق في شخصيات مختلفة ومنها حربي في "خالتي صفية والدير"، مع بوسي وسناء جميل، إبراهيم في "جمهورية زفتى"، مرزوق أبو الحسن في "سامحوني ماكنش قصدي"، كما عمل مع المخرج مجدي أبو عميرة أحد أبرز أدواره في التلفزيون "رفيع سلطان العزايزي" بمسلسل "الضوء الشارد"، أحد العلامات في الدراما الصعيدية.
امتلك نجم "المصراوية 2" مفردات خاصة للنجومية، تتلخص في أن يقدم أعمالًا ترضي القطاع الأكبر من الجمهور، دون النظر إلى بريق الشهرة الذي يبدو أنه تشبع منه في طفولته، ليركز أكثر على نوعية من الأعمال التي وصفها في أحد حواراته بالمحترمة.