موجة الاستقالات التي تضرب الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، احتجاجًا على سياسات الولايات المتحدة تجاه حرب غزة، وصلت إلى الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي جو بايدن، مما يهدد مساعيه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر العام الجاري 2024.
وحذرت مجموعة من العاملين في حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الديمقراطي من أن متطوعيه ينسحبون "بأعداد كبيرة" بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة.
مطالبات بتغيير سياسته تجاه غزة
وبعث مجموعة من العاملين في حملة بايدن، برسالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، طالبوا فيها الرئيس الأمريكي بدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيرين إلى مخاوف من أن عدم تغيير سياسته بشأن هذه القضية قد يضر بفرصه في انتخابات 2024.
وجاء في الرسالة أن "الرد الإسرائيلي على هجمات حماس، والذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 ألف مدني فلسطيني ضرب نفس العصب المجتمعي".
وأكدت الرسالة على أنه "لا يمكننا تكرار أخطاء الماضي من خلال السماح لأفعال حماس بتبرير المزيد من العنف ضد المدنيين".
واستشهد الناشطون باستطلاع للرأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مؤخرًا، والذي وجد أن غالبية الناخبين الديمقراطيين (64%) يعتقدون أن على إسرائيل "وقف حملتها العسكرية من أجل الحماية من سقوط ضحايا من المدنيين، حتى لو لم يتم القضاء على حماس بشكل كامل".
ووجد الاستطلاع نفسه، الذي نُشر في منتصف ديسمبر، واستند إلى ردود 1016 ناخبًا مسجلًا على مستوى البلاد، أن 72 بالمئة من الناخبين تحت سن 30 عامًا لا يوافقون على تعامل بايدن مع الصراع.
اتهامات بالتواطؤ
وجاء في الرسالة "لقد شهد طاقم بايدن الرئاسي انسحابات واسعة بأعداد كبيرة من المتطوعين، والأشخاص الذين صوتوا باللون الأزرق (الحزب الديمقراطي) لعقود من الزمن يشعرون بعدم اليقين بشأن القيام بذلك للمرة الأولى على الإطلاق، بسبب هذا الصراع".
وتابع المشاركون في الحملة: "لا يكفي أن تكون مجرد بديل لدونالد ترامب.. يجب على الحملة أن تغير الشعور في بطون الناخبين، وهو نفس الشعور الذي يثقل كاهلنا كل يوم ونحن نناضل من أجل إعادة انتخابك. والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي الدعوة إلى وقف إطلاق النار".
وأضافت الرسالة: "لقد قلت عدة مرات أن الصمت في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان هو تواطؤ. نحن نتفق معك، ولهذا السبب نتحدث الآن. كل دقيقة تمر دون وقف إطلاق النار هي حياة أخرى ضائعة – حياة كان من الممكن إنقاذها بعمل سياسي منك”.
العام الأخير لبايدن
وفي سياق متصل، يخطط البيت الأبيض لإقامة حفل "لتعزيز المعنويات" وسط تجدد الاستياء بين موظفي الإدارة بشأن سياسته تجاه إسرائيل، وفقًا لتقرير جديد.
وسيقيم كبير موظفي الرئيس بايدن المليونير، جيف زينتس، حفلا خارج البيت الأبيض لمئات الموظفين للاحتفال بعملهم على مدى السنوات الثلاث الماضية، ولمنحهم دفعة قبل ما يمكن أن يكون العام الأخير لبايدن في منصبه. بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وتأتي خطط الحزب في الوقت الذي استقال فيه أحد كبار مسؤولي التعليم في إدارة بايدن، الأربعاء الماضي، احتجاجًا على سياسة الإدارة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، وبينما أصدر أكثر من عشرة من موظفي حملة بايدن بالمثل رسالة مجهولة المصدر يعبرون فيها عن استيائهم من نهج الإدارة تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة.
ووفقا لما نقله موقع "أكسيوس" الأمريكي، فقد استقال مستشار السياسات في مكتب التخطيط والتقييم وتطوير السياسات التابع لوزارة التعليم الأمريكية طارق حبش، بسبب رد فعل الرئيس بايدن على الحرب بين إسرائيل وفلسطين في غزة.
وتعد استقالة طارق حبش أحدث علامة على عدم الارتياح داخل صفوف إدارة بايدن بشأن تعامل الرئيس مع إسرائيل.
وفى أكتوبر الماضي، أعلن جوش بول، مدير مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية استقالته بسبب الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدتنا الفتاكة المستمرة لإسرائيل، وفقا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة آنذاك، قول بعض موظفي الخارجية الأمريكية، إنهم يشعرون كما لو أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية الموسعة في غزة، وقال أحد المسؤولين بالخارجية الأمريكية: "هناك تمرد يختمر داخل الخارجية على عدة مستويات".