أحدث قرار المحكمة الفيدرالية العليا بالولايات المتحدة الأمريكية، العام الماضي، والذي أنهى الضمان الوطني للإجهاض، ومُنحت معه الولايات سلطة تقرير مصير هذا الحق، تأثيرًا مباشرًا على زيادة معدلات المواليد، ضمن دراسة تم إجراؤها على 13 ولاية تحظر الإجهاض، كما كشف عن الطرق الملتوية التي يتخذها من يريد تجنب الحظر.
الدراسة البحثية التي نشرها موقع louisville public media الأمريكي، قامت بعمل بحث تحليلي دقيق لـ 13 ولاية أمريكية تحظر الإجهاض نهائيًأ، حيث استخدموا حسابات إحصائية لتقدير مدى تأثير هذا الحظر الجديد في تلك الأماكن، على معدل المواليد في الفترة من يناير 2023 حتى نوفمبر من نفس العام.
زيادة معدل المواليد
وتشمل الولايات الـ 13، ولاية كنتاكي وولايات الغرب الأوسط، مثل ميسوري وداكوتا الجنوبية و ويسكونسن، وتم استخدام بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في المقام الأول، حيث اكتشفوا أن ولاية كنتاكي هي ثالث أعلى زيادة بين تلك الولايات في معدل المواليد، وذلك بنسبة 3.4%، والتي تعادل 1762 ولادة إضافية، مقارنة بالعدد المتوقع للولادات لو لم يتم حظر الإجهاض في الولاية.
كما شهدت ولاية ميسوري زيادة بنسبة 0.4% في الولادات بسبب الحظر، وهي أقل زيادة بين تلك الولايات، بجانب ولاية داكوتا الجنوبية، التي كانت الزيادة فيها مرتفعة قليلا بنسبة 0.8٪ في الولادات، أما بالنسبة لولاية ويسكونسن، والتي استؤنفت فيها عمليات الإجهاض منذ سبتمبر 2023 بموجب حكم محكمة، شهدت زيادة بنسبة 2.5٪ في المواليد، كما أشار louisville public media الأمريكي.
وبالمثل، تعادل الزيادات في ولايات ميسوري وداكوتا الجنوبية وويسكونسن على التوالي 280 ولادة، و87 ولادة، و1503 ولادات، وهو مؤشر مبكر على أن الحظر ليس متساويًا من حيث التأثير، كما تقول مايرا بينيدا أستاذة الاقتصاد في جامعة جورجيا للتكنولوجيا، والمشاركة في تأليف الدراسة.
الوضع يتطور
وطبقًأ لما ذكرته أستاذة الاقتصاد، في تصريحاتها، فإن مشهد الإجهاض لا يزال يتطور، مع استمرار تغييرات السياسة في جميع أنحاء الولايات، والذي قد يساهم في تغيير التأثيرات التي يمكن أن يحدثها الحظر على الولادات، مشيرة إلى أن التحليل مربوط بإطار زمني، ولا يزال الناس يتأقلمون مع هذا.
وحول اختلاف المعدلات، كشفت أستاذة الاقتصاد أن ذلك يعود إلى عدة أشياء منها فرق توقيتات الحظر، فعلى سبيل المثال، دخل حظر الإجهاض في ولاية إنديانا حيز التنفيذ في أغسطس 2023، وفي أماكن أخرى من الغرب الأوسط، تم حظر الإجهاض لمدة ستة أسابيع في ولايتي أوهايو وأيوا، بسبب إقرار الناخبين مؤخرًا لتعديل دستوري يدعم إمكانية الإجهاض.
طرق ملتوية
معهد جوتماشر الأمريكي، كشف في دراسته الأخيرة حول الإجهاض أن ما يقرب من واحدة من كل خمس مريضات بالإجهاض سافرن خارج الولاية للحصول على رعاية الإجهاض في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، مقارنة مع واحدة من كل 10 مرضى إجهاض خلال فترة مماثلة من عام 2020.
وأوضح المعهد، أنه اكتشف زيادات كبيرة في معدلات السفر خارج الولايات، بعد قرار المحكمة العليا، حيث تبين أن الأشخاص يسافرون للحصول على رعاية الإجهاض، خارج الولايات التي لديها حظر كامل على الإجهاض أو حظر الحمل المبكر، حيث كان ولايات فلوريدا وإلينوي وكانساس ونيو مكسيكو ونورث كارولينا، هي الولايات التي شهدت أعلى زيادة في عدد مرضى الإجهاض.
قلة العيادات
ووفقًا للدراسة، فإن اختلاف المسافات إلى أقرب عيادة إجهاض هو عامل رئيسي في سبب اختلاف تأثيرات، حيث تبين أن المقيمون في الولايات التي فرضت الحظر، يعيشون بعيدًا جدا عن أقرب ولاية قضائية يظل فيها الإجهاض قانونيًا، وهو ما جعل معه الوصول إلى الإجهاض معقد جدًا.
كما أن قلة عيادات الإجهاض، جعل معدل المواليد مرتفع، حيث ضربت استاذة الاقتصاد - كما نشرت louisville public media الأمريكي-، المثل بولاية كنتاكي، وقدرت بأن حوالي 31% من الفتيات اللائي يسعين إلى الإجهاض، لم يتمكنوا من إجراء العملية بسبب الحظر المفروض.