أفاد مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام محلية، اليوم الأربعاء، بارتفاع ضحايا الهجومين الإرهابيين إلى 188 قتيلًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 173 في الانفجارين اللذين وقعا بالقرب من مقبرة في مدينة كرمان بجنوب شرق إيران، أثناء إحياء ذكرى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، الذي قُتل في بغداد عام 2020 في هجوم بطائرة مسيّرة أمريكية.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بوقوع انفجار أول ثم انفجار ثانٍ بعدها بدقائق، خلال المراسم في المدينة الواقعة جنوب شرق البلاد.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن مسؤول في إقليم كرمان، قوله إن "الانفجارين نجما عن هجومين إرهابيين".
وكشفت وكالة تسنيم الإيرانية: "كان هناك حقيبتان من القنابل عند مدخل جولزار شهداء كرمان، ويبدو أن منفذ أو منفذي هذه الحادثة قاموا بتفجير القنابل عن طريق التحكم عن بعد".
وبحسب الوكالة، فإن الانفجار الأول كان على بعد 700 متر من قبر سليماني، أما الانفجار الثاني فكان على بعد كيلومتر واحد من القبر وكان خارج مسار الزوار وبوابات التفتيش
وكشفت الوكالة، عن وقوع الانفجار الأول عند الساعة 14:50 بالتوقيت المحلي، فيما حدث الانفجار الثاني بعد 15 دقيقة. وأصيب بعض الأشخاص خلال تدافع حشد من الناس بعد الانفجار الأول.
حداد وطني
وأعلنت طهران الحداد الوطني في البلاد غدًا الخميس، على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي.
أعداد الضحايا في ازدياد
وأظهر التلفزيون الرسمي عمال الإنقاذ التابعين للهلال الأحمر، وهم يعالجون الجرحى في موقع المراسم، حيث تجمع مئات الإيرانيين، لإحياء ذكرى سليماني.
ونقلت وكالة "مُهر" للأنباء عن هيئة الطوارئ الإيرانية القول، إن الحصيلة لا تزال أولية، وعلى الأغلب ستستمر في الارتفاع، مشيرة إلى أن أحد الانفجارين "استهدف القوى الأمنية المنظمة للمراسم".
الرئيس الإيراني يتوعد
ومن جانبه توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بالانتقام ممن يقفون خلف الهجوم الإرهابي في كرمان، واصفًا الرد بأنه حتمي وقطعي".
وكشف وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي عن تفاصيل الحادث الإرهابي الذي وقع اليوم قرب مقبرة اللواء قاسم سليماني، في مدينة كرمان وأسفر عن استشهاد العشرات من الأبرياء.
قال أحمد وحيدي: "عدد شهدائنا ارتفع إلى أكثر من 100 شخص؛ وطبعا جرحانا الأعزاء يعالجون في المستشفيات أيضًا"، مشيرًا إلى أن هذه المؤامرة الجديدة هي استمرار لنفس المؤامرات التي كان الأعداء يبحثون عنها منذ زمن طويل، والتي تم منعها باليقظة ومن خلال اتخاذ إجراءات الأمن الجماعي"، مؤكدًا "أن الأجهزة الأمنية ورجال إنفاذ القانون سيلاحقون هؤلاء المجرمين".
رد حاسم
وشدد وزير الداخلية الإيراني على أن الرد على هذا العمل الجبان سيكون حاسمًا، مضيفًا: "هذه الأعمال الجبانة تمت بحق أشخاص أرادوا تكريم مقام القائد الشهيد الكبير، اللواء قاسم سليماني"، مبينًا: "أن الأعداء لم يتحملوا الصفعة التي تلقوها من محور المقاومة وقاموا بالانتقام من النساء والأطفال.. الآن كل شيء تحت السيطرة ويجب ألا يقلق الناس وأن قواتنا الأمنية في حالة التأهب".
وأضاف وزير الداخلية: "نأمل أن يستمر هذا المسار العاصف لشعبنا العزيز ومن الخطأ أن يظن أحد أنه يستطيع إضعاف عزيمة أمتنا بالجرائم"، مؤكدًا: "إن شاء الله، سيمضي هذا الطريق العظيم لثورتنا قدمًا".
وأوضح أيضًا بشأن مرتكبي هذه الجريمة: "نحن نقوم حاليًا بالتحقيق، بالطبع لدينا معلومات، ولكن من الأفضل الإعلان عنها حال التأكد منها"، ووجه الوزير الإيراني حديثه إلى المواطنين بالقول "لا تلتفتوا للشائعات، فالعدو سيحاول شن حرب نفسية".
ملاحقة مرتكبي الهجوم
وفي سياق متصل، نقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن رئيس السلطة القضائية الإيرانية، قوله "لا شك أن مرتكبي هذه الجريمة المحزنة سينالون عقابهم المناسب؛ لذلك، إن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمسؤولة ملزمة بملاحقة كافة خيوط ومرتكبي وأسباب هذه الجريمة بالسرعة والدقة وتسليمهم إلى القضاء في البلاد".
وأضاف، كما أن السلطات القضائية المختصة، سواء في محافظة كرمان أو في المناطق الأخرى التي توجد بها آثار للإرهابيين المتورطين في هذا الحادث، مُلزمة أيضًا ببذل قصارى جهدها للقبض على هؤلاء الجناة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن مصدر أمني، قوله إن الانفجارين حدثا نتيجة عمل وصفه بـ "الإرهابي".
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني نقل، في وقت سابق، عن رحمن جلالي نائب حاكم محافظة كرمان قوله "إن الانفجارين هجوم إرهابي".