لم يجدوا منازلهم.. مأساة النازحين العائدين إلى شمال غزة

  • مشاركة :
post-title
أطفال بين الأنقاض في غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

لم يتصور بعض النازحين الذين عادوا إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، حجم الدمار الهائل الذي طال مناطق إقامتهم الأولى، قبل بدء العدوان الإسرائيلي، 7 أكتوبر الماضي، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".

ونقلت الصحيفة عن النازحة رسمية شبات - 59 عامًا - المقيمة حاليًا في إحدى مدارس "الأونروا"، بمخيم جباليا للاجئين، روايتها عن رحلتها إلى بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، مع أحد أبنائها، لتفقد منزلهما، وتقول إنها صُدمت من صور الخراب الكبير الذي طال الحي الذي كانت تعيش فيه.

لم يبقَ شيء

قالت رسمية لـ"نيويورك تايمز": "لم يبقَ شيء في المنطقة، لا منازل، ولا شوارع، ولا شيء". وعلى الرغم من جهودها لاستعادة ممتلكاتها، من ملابس ولوازم أخرى، لم تتمكن "رسمية" من تحديد موقع منزلها، حيث عاشت لسنوات عديدة.

وبالمثل، واجه نازح آخر يُدعى حاتم الفران، تحديات في الوصول إلى منزله بمنطقة التوام شمال غرب مدينة غزة، رغم غياب القوات الإسرائيلية.

وعلم "الفران" رفقة شقيقه، من المارة بوجود قناصة في المنطقة واستمرار نشاط الطائرات المسيّرة، حسبما كشف لـ"نيويورك تايمز".

وقال "الفران" إنه غير متأكد من مصير منزله، الذي أخلاه بعد أسبوعين من الحرب، مُشيرًا إلى أن بعض أفراد عائلته بقوا في مدينة غزة، بينما لجأ آخرون إلى مناطق مختلفة في جنوب قطاع غزة.

واضطر 85% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون إلى الفرار من منازلهم بسبب الحرب، وفقًا للأمم المتحدة، وهم يواجهون وضعًا إنسانيًا كارثيًا.

ويعيش سكان القطاع الآن، مُكدسين في ملاجئ جماعية بمدارس الأمم المتحدة أو في مخيمات مؤقتة مُكتظة بشوارع رفح، وفي عدد قليل من المراكز الأخرى.

وحذرت السلطات الصحية في غزة، خلال بيان لها، من مخاطر المجاعة والجفاف الذي يصيب 1.9 مليون نازح ومشرد يفتقدون للمأوى المناسب والماء والطعام والدواء والأمان.

ولم يعلن الاحتلال رسميًا انسحابه من مناطق شمال قطاع غزة، ومنع السكان الذين نزحوا نحو المدن الجنوبية من العودة إلى منازلهم، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".

غير أن شهودًا في شمال القطاع، أفادوا بانسحاب قوات الاحتلال من داخل مدينة غزة ومحيطها، ما قد يؤشر إلى عملية إعادة انتشار وتموضع، وفقًا لـ"فرانس برس".

وأعرب عدد من النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مخيم في رفح جنوب قطاع غزة، عن قلقهم العميق بشأن العودة إلى منازلهم في الشمال، دون وقف لإطلاق النار.

العودة ليست آمنة

ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، عن أم نازحة كانت تعيش في مخيم للاجئين الفلسطينيين على ساحل شمال غزة، إن العودة ليست آمنة، مضيفة أن "الأشخاص الذين عادوا استشهدوا برصاص الاحتلال".

وتساءلت النازحة مُستنكرة: "ماذا سنفعل؟ إلى أين نذهب؟ لن نترك أرضنا.. لن نغادر. سنبقى في هذه الخيمة حتى ييسر الله حالنا".

وأدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى استشهاد 22.185 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام السلطات الصحية في غزة، التي أفادت بإصابة 57035 شخصًا، منذ بدء الحرب، 7 أكتوبر الماضي، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة، إما خارج الخدمة وإما مُتضررًا ومُكتظًا بالنازحين.

ويسود اليأس بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون، الذين يحتاجون إلى طعام ومياه وأدنى الحاجات الأساسية.

وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يطلبون الحماية من العدوان الإسرائيلي.