عقب اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، عن طريق استهداف مقر مكتبه في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، حذرت وسائل الإعلام الإسرائيلية من الرد المحتمل من جانب حماس وحزب الله اللبناني، ودعت إلى اليقظة.
وفيما اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" اغتيال العاروري حدثًا يغير قواعد اللعبة ويمثل نهاية حقبة لحماس، ونشاط قادتها في الخارج، حذرت صحيفة "هاآرتس"، من رد حماس وحزب الله اللبناني، على اغتيال العاروري.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله اعتبر "اغتيال العاروري اعتداءً خطيرًا على لبنان، ولن يمر أبدًا دون رد وعقاب"، كما لفتت إلى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أكد أن الحركة "لن تُهزم أبدًا" بعد اغتيال القيادي البارز.
ولم يعلن جيش الاحتلال مسؤوليته عن الضربة التي نُفذت بطائرة مسيّرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكنه أكد أنه مستعد "لكل السيناريوهات" بعد اغتيال العاروري.
وافترضت صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيناريوهين محتملين فيما يتعلق برد حزب الله على عملية الاغتيال، واستبعدت أن يقوم حزب الله بعمل جذري، والتصعيد إلى حرب واسعة النطاق، بل ستحاول الجماعة اللبنانية تنفيذ عملية من جنوب لبنان، وإذا نجحت في قتل جنود أو مدنيين إسرائيليين أو تسببت في أضرار جسيمة بالأراضي الإسرائيلية، فستعلن ذلك انتقامًا لاغتيال العاروري.
وافترضت الصحيفة أن حزب الله لن يرغب في قلب عربة التفاح، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال سبق أن استهدف أكثر من 10 من حماس الذين عملوا أخيرًا تحت توجيهات حزب الله، ولم تدرجهم الجماعة في قائمة الشهداء التي نشرها، لذلك قد يتغاضى بصمت عن اغتيال العاروري، وفق الصحيفة.
وتوقعت "يديعوت أحرونوت" أن تسعى حماس إلى الانتقام لاغتيال العاروري، من خلال إطلاق الصواريخ على وسط إسرائيل. وقد نرى عدة محاولات لتنفيذ حماس هجمات في الضفة الغربية وربما بالخارج، وفق الصحيفة.
ونوهت الصحيفة بأن جيش الاحتلال رفع درجة تأهبه، خاصة فيما يتعلق بأنظمة الإنذار والقبة الحديدية، وهو مستعد لتغيير الوضع في العمق، إذا قرر حزب الله الرد على عملية اغتيال العاروري.
جاء هذا في حين كشف تقرير لهيئة البث الإسرائيلية "كان"، عن حالة من "التأهب الأمني" داخل إسرائيل، في أعقاب اغتيال العاروري. وحسب التقرير، صدرت تعليمات لشرطة الاحتلال في مختلف المديريات بـ"زيادة اليقظة تحسبًا لوقوع هجمات في أعقاب اغتيال العاروري".
وقالت "كان": "لا يزال مستوى الجاهزية مرتفعًا كما كان منذ بداية الحرب، ولم يتم في هذه المرحلة أي حشد إضافي للقوات".
وأعلنت "كان" أن إسرائيل تستعد للرد من الشمال ومن غزة أيضًا على اغتيال العاروري. وأوضحت أن من اتخذ قرار اغتيال العاروري أخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك رد، ومستعد لكل الاحتمالات، رد محدود أو حرب شاملة".