الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صحيفة صينية: الدعم الأمريكي "الأعمى" لإسرائيل يظهر نفاقها أمام العالم

  • مشاركة :
post-title
بايدن ونتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله عسكر

لا تزال الكارثة الإنسانية التي يشهدها الفلسطينيون في قطاع غزة على يد آلة حرب دولة الاحتلال تشغل الرأي العام العالمي مع دخول الصراع يومه الثمانية والثمانين، حيث سلّطت صحيفة "الصين ديلي" الضوء على المساعدات الأمريكية اللا محدودة لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي وصفتها بـ"الدعم الأعمى".

الصحيفة الصينية الناطقة بالإنجليزية، اعتبرت أن "سمعة الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت لضربة قوية، حيث شهد العالم كله، وخاصة الجنوب العالمي، نفاقها بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حتى إن دبلوماسيين أمريكيين حذّروا الرئيس الأمريكي جو بايدن من فقد دعم العرب لجيل كامل من خلال دعم إسرائيل بشكل أعمى".

وفي حديثه في معهد "بروكينجز" بواشنطن ديسمبر الماضي، ألقى السفير الأمريكي لدى الصين "نيكولاس بيرنز" باللوم على بكين لعدم استخدام نفوذها في الشرق الأوسط لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومن خلال القيام بذلك، فقد غضَّ الطرف عمدًا عن الجهود الدبلوماسية المحمومة التي يبذلها وزير الخارجية الصيني "وانج يي" ومندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانج جون، وفق الصحيفة.

أمريكا تؤيد قصف غزة

"الصين ديلي" أضافت، أن "الحقيقة هي أن الولايات المتحدة كانت تقدم الدعم العسكري لإسرائيل وتؤيد قصفها المتكرر لغزة، الذي أودى بحياة أكثر من 21 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، وتسبب في أزمة إنسانية مروعة، في حين أن كبار مسؤولي الأمم المتحدة، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، لم يذكروا الولايات المتحدة بالاسم، فإن غضبهم من السياسة الأمريكية لا يمكن أن يكون أكثر وضوحًا".

وأضافت أن "غزة ليست سوى واحدة من النقاط المنخفضة في السياسة الخارجية الأمريكية، بعد ما انتهت حربها التي دامت عشرين عامًا في أفغانستان واحتلالها باستيلاء حركة طالبان على البلاد، التي أطاح بها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في عام 2001، وحرب العراق، وتغيير النظام في ليبيا، و"الثورات الملونة" "في آسيا الوسطى و"الربيع العربي" في الشرق الأوسط، وهي ضمن قائمة كوارث السياسة الخارجية الأمريكية الطويلة"، وفق الصحيفة.

رد أصبح شائعًا

كذلك جاء بالصحيفة: "يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لديه ذاكرة قصيرة لأنه ادعى في مؤتمر صحفي يوم 20 ديسمبر "أننا سنواصل التعامل مع الصين من موقع قوة" وتفاخر بتحالفات الولايات المتحدة في المنطقة بينما ادعى أن الصين تشكل تهديدًا للسلام والاستقرار".

وذكّرت الصحيفة برد "يانج جيتشي" كبير الدبلوماسيين الصينيين السابق على وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حول تصريحاته بـ"أن واشنطن تتحدث مع الصين من موقع قوة"، مشيرة إلى أن "بلينكن قد نسي كيف تم دحضه في أنكوراج بألاسكا في مارس 2021، من قبل يانج جيتشي، الذي قال إن الولايات المتحدة ليس لديها المؤهلات لتقول إنها تريد التحدث إلى الصين من موقع قوة"، لافتة إلى أن هذا الرد أصبح شائعًا جدًا لدرجة أنه ظهر على العديد من البضائع، بدءًا من القمصان وحتى أغطية الهواتف الخلفية المباعة على منصات التجارة الإلكترونية.

لهجة متعالية

متابعة: "لقد سئم الشعب الصيني من اللهجة المتعالية التي يستخدمها الساسة الأمريكيون ضد الصين، إن كون الولايات المتحدة وحيدة للغاية كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يبدو أنها تحتل موقع قوة، ويصبح واضحًا عندما ترى كيف استخدمت مرارًا وتكرارًا حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وحتى حلفاؤها في أوروبا لم يقفوا معها في هذه القضية".

ولعل بعض المسؤولين الأمريكيين يعتبرون وجود مئات القواعد العسكرية الأمريكية حول الصين علامة على قوة الولايات المتحدة التي تمكنها بدورها من التنمر على الصين، كما حاول مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، ويليام بيرنز، أن يفعل عندما تفاخر بوصول الولايات المتحدة إلى تسع قواعد عسكرية في الفلبين، ولكن "ليس هناك من الأسباب ما يجعلنا نعتقد أن الولايات المتحدة لها الحق في التحالف ضد الصين والتسلط عليها، لأن الولايات المتحدة تشكل أكبر تهديد للسلام والاستقرار العالميين"، وفق الصحيفة.

اتهام مثير للضحك

ورأت "الصين ديلي" أن "اتهام الولايات المتحدة للصين بأنها تشكل تهديدًا لحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان أمر مثير للضحك، لأن الممرات الملاحية الآمنة في المياه في البلدين تشكل أهمية أكبر بالنسبة للصين من الولايات المتحدة، أو أي دولة أخرى".

وحول نسبة تأييد الأمريكيين للرئيس بايدن، قالت: "حتى الرئيس الأمريكي ليس في موقع قوة، حيث تعد نسبة التأييد الكئيبة البالغة 39% في عام 2023 هي الأسوأ بين ثمانية رؤساء أمريكيين منذ جيمي كارتر"، مشيرة إلى أن اتهام "بيرنز" للصين بشكل أعمى بقطع الاتصالات بين الحكومتين الأمريكية والصينية، فيبدو أنه نسي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو الذي أنهى 90 آلية للحوار والتبادل رفيعة المستوى، وهي سياسة لم يتراجع عنها بايدن.

والمشكلة في "موقف القوة" الذي تتبناه واشنطن هي أن الولايات المتحدة لا تتعامل أبدًا مع أي دولة أخرى على قدم المساواة، لا الصين، ولا إفريقيا، ولا آسيا، ولا أوروبا. وهذا هو ضعفها الحقيقي.

وسوم :سياسة