"المخرجات في هوليوود لا يحصلن على فرص متساوية مع نظرائهن من الرجال".. هذا ما كشفه التقرير الصادر أخيرًا عن مبادرة الإدماج التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا (أنينبرج)، مشيرًا إلى أنه بالرغم من النجاح الذي حققه فيلم Barbie للمخرجة جريتا جيرويج وفيلم Cocaine Bear للمخرجة إليزابيث بانكس، فإن المخرجات لا يحصلن على الفرص نفسها في هوليوود مقارنة بالرجال، وفي الوقت نفسه تفشل الاستوديوهات الكبرى، التي تعهدت بإعادة النظر في توظيف وإنتاج العديد من الأفلام للأشخاص الملونين، في أعقاب مقتل جورج فلويد (مواطن أمريكي من أصل إفريقي توفي في 25 مايو 2020 في مدينة منيابولس بالولايات المتحدة الأمريكية، أثناء تثبيته على الأرض بُغية اعتقاله من قبل شرطة المدينة).
التقرير الذي أشار إلى عدم وجود خطوات حقيقية نحو تعزيز التغيير، وأن تعهدات صناعة الترفيه بدعم الإدماج ما هي إلا "أعمال أدائية"، هو التقرير الثاني بعد آخر تقرير أجراه مركز دراسة المرأة في التلفزيون والسينما بجامعة ولاية سان دييجو، وتوصل للنتيجة نفسها، إذ أعلن أنه رغم وجود بعض المعالم المهمة في شباك التذاكر بالنسبة لصانعي الأفلام منها فيلم "باربي" الذي يعد الأكثر نجاحًا لهذا العام والأعلى ربحًا على الإطلاق الذي أخرجته امرأة، لكن الاستوديوهات لا تزال تقدم عروضها للمخرجين الذكور.
ووجد تقرير جامعة جنوب كاليفورنيا أن إجمالي 116 مخرجًا شاركوا في أفضل 100 فيلم محلي عام 2023، لكن 14 منهم فقط، أو نسبة 12.1%، كانوا من النساء، ويمثل ذلك تحسنًا طفيفًا عن 9% من الأفلام الأعلى ربحًا التي أخرجتها نساء في عام 2022، وفي الوقت نفسه يشير التقرير إلى أن نسبة صانعات الأفلام في أفضل الأفلام لم تتغير بشكل ملحوظ منذ عام 2018، عندما كان 4.5% من المخرجين من النساء.
أوضح التقرير نفسه أن أربع نساء ملونات فقط بنسبة (3.4٪) أخرجن واحدًا من أفضل 100 فيلم من حيث الإيرادات لعام 2023، ثلاث من هؤلاء النساء كن آسيويات - أديل ليم مخرجة فيلم Joy Ride، سيلين سونج مخرجة فيلم Past Lives، وفون فيراسونثورن مخرجة فيلم wish، بينما المرأة الرابعة "سوداء" وهي Nia DaCosta التي أخرجت فيلم The Marvels، وبالتالي لم تتغير النسبة المئوية للنساء من المديرين الملونين في عام 2023 عن عام 2022.
من ناحية أخرى قامت شركة Universal Pictures بتعيين أربع مخرجات، وهي نسبة عالية، وتبعها شركتا LionsgateوDisney، اللتان وظفتا ثلاث مخرجات وصانعتي أفلام على التوالي. على مدار الـ17 عامًا الماضية.
كما قامت شركة Universal Pictures بتعيين 27 امرأة (9.2%) لتوجيه إصدارات مسرحية كبرى، تليها شركة Warner Bros بنسبة (6.6%)، و Sony Pictures Entertainmentبنسبة (6.3%)، واستوديوهات والت ديزني بنسبة (6.1%)، فيما حققت شركة باراماونت بيكتشرز، بمعدل توظيف قدره 1.6%، الأسوأ عندما يتعلق الأمر بتوظيف مخرجات الأفلام.
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن 26 مخرجًا بنسبة (22.4٪) من أفضل 100 فيلم ربحًا في عام 2023 كانوا من مجموعات عرقية أربعة عشر منهم آسيويون (53.8%)، وثمانية سود (30.8%)، واثنان من أصل إسباني/لاتيني (7.7%)، واثنان آخران من صانعي الأفلام متعددي الأعراق (7.7%)، وتعد هذه النسبة أعلى من العام 2022 والتي بلغت 20.7٪.
وقال مؤلفو الدراسة: "يقدم هذا التقرير تناقضًا مع أولئك الذين قد يحتفلون ببزوغ فجر التغيير في هوليوود فليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن التفاؤل له ما يبرره، فبعد عام تصدر فيه فيلم "باربي" شباك التذاكر"، إذ إن فيلمًا واحدًا أو مخرجًا واحدًا لا يكفي ببساطة لإحداث التغيير الجذري الذي لا تزال هناك حاجة إليه خلف الكاميرا.