بالتزامن مع الاستهدافات الحوثية للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر تارة، وتوجيه صواريخ لدولة الاحتلال تارة أخرى؛ ردًا على المجازر والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة في حرب تدخل يومها السابع والثمانين، ادعت صحيفة عبرية أن اليمن كانت قديمة "مملكة يهودية".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن "الحوثيين في اليمن يتهمون إسرائيل بأنها كيان مصطنع يحتل الأراضي العربية للفلسطينيين، بينما هم في الواقع يجلسون على أرض كانت توجد بها مملكة يهودية قبل 150 عامًا من ظهور الدين الإسلامي وقبل 1500 عام من الآن"، وفق الصحيفة.
الصحيفة العبرية نقلت تقريرًا للمستشرق والباحث اليهودي وضابط المخابرات السابق "يوني باتي"، الذي قال: "لقد أصبح الحوثيون من اليمن جزءًا لا يتجزأ من الحرب الحالية التي تشنها المنظمات الإرهابية ضد إسرائيل، لكن هل هم حتى اليوم يجلسون على الأراضي التي كانت توجد فيها ممكلة يهودية مزدهرة؟".
و"نشر المستشرق يوني بيت أدلة وخرائط تاريخية تُظهر الوجود اليهودي القديم في اليمن، وأن الحوثيين يتهمون إسرائيل بأنها كيان مصطنع يحتل الأراضي العربية للفلسطينيين، وعندما رأيت ذلك قلت لنفسي إنه يجب على أحد أن يقول لهم الحقيقة بالخريطة التي نشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
حدث تاريخي لا يعرفه الناس
"يوني بيت"، تابع حديثه بالقول: "باعتباري يهوديًا، كإسرائيلي، وبالتأكيد في هذه الأوقات العصيبة، كان من المهم جدًا بالنسبة لي أن أسلط الضوء على قضية ما، وحدث تاريخي لا يعرفه الناس الذين اندهشوا للغاية من هذه المعلومات، وأن الأكثر إثارة للدهشة أن هذا الحدث لم يكن معروفًا في إسرائيل" مضيفًا "في اليمن بالتحديد يعرفونه جيدًا، وكانت ردود الفعل نعم، كان هناك يهود في اليمن اعتنقوا الإسلام فيما بعد"، حسب قوله.
وعبّر ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق عن إعجابه بمقولة أحد من اطلعوا على دراسته بأنه "تمنى أن يعود اليهود يومًا ما إلى اليمن، وأنه من العار أن يهرب اليهود، وسيظلون دائمًا جزءًا من اليمن"، مضيفًا "هناك مؤرخون يزعمون أنه كان هناك أيضًا كيان يهود في إثيوبيا، لكن الأدلة على ذلك قليلة".
وتابع حديثه "بحسب الأدلة التاريخية، تأسست حِمْير كمملكة وثنية عام 115 قبل الميلاد في منطقة غرب اليمن، ونمت المملكة وتوسعت، وامتدت إلى معظم منطقة اليمن، وابتلعت ممالك أخرى مثل سبأ، بل وامتدت إلى ما وراء البحر الأحمر وسيطرت على إثيوبيا، وأن المؤرخين لم يعرفوا الكثير عن هذه المملكة، حتى تم اكتشاف نتائجها تحديدًا في إسرائيل باكتشاف مغارة دفن يعود تاريخها إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي، وعليها نقش باللغة اليونانية يفيد أنها تخص الحميريين".
إسرائيل جديدة
وبحسب "بات"، كان يُنظر إلى حِمْْر على أنها "إسرائيل جديدة" في حد ذاتها، وأثبت حكامها أنهم على استعداد للقتال من أجلها بشجاعة كبيرة"، ومن المفارقات أن الكارثة التي أدت إلى نهاية المملكة اليهودية وتدميرها، بدأت على وجه التحديد مع ظهور الملك اليهودي جوزيف دو نوي، الذي اضطهد المسيحيين وذبحهم وأحرقهم في حفر النار في نجران، وهي مدينة تقع اليوم في المملكة العربية السعودية، ومن المثير للدهشة والحيرة أن قصة هذا الملك اليهودي تظهر على ما يبدو في القرآن، حسب المستشرق اليهودي.