تحوّل العديد من أهم وأبرز المواقع الأثرية في غزة، إلى مبانٍ مُتهدمةٍ وركامٍ، إثر استهداف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، المؤسسات الثقافية والتراثية، في القطاع المُحاصر بالقصف المُتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي خلف نحو 22 ألف شهيد، وأكثر من 56 ألف مصاب.
الوحيد من نوعه
أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية، في بيان لها أمس السبت، أن القصف الإسرائيلي على غزة دمر الحمام الأثري الوحيد المتبقي في القطاع بالكامل، والذي يعود بناؤه إلى ما يقارب ألف عام، قائلة: "قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي حمام السُمرة وسط مدينة غزة ودمرته بالكامل".
وأوضحت الوزارة أن مساحة الحمام تبلغ نحو 500 متر، ويعتبر مزارًا سياحيًا وعلاجيًا في الوقت ذاته، ونشرت على صفحتها على فيسبوك صورًا للحمام قبل القصف وبعده.
ويعد حمام السمرة الواقع بحي الزيتون أحد أهم المعالم المعمارية العثمانية في فلسطين. وكان الحمام الوحيد الموجود في القطاع، حيث روعي في تخطيطه الانتقال التدريجي من الغرفة الساخنة إلى الغرفة الدافئة إلى الغرفة الباردة، إذ تم ترميمه أخيرًا وأصبح أكثر جمالًا وروعة.
نداءات إغاثة
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعت وزارة الآثار في غزة، منظمة "اليونيسكو" للحفاظ على الكنوز الأثرية المتبقية في القطاع، وذلك بعدما أدى قصف قوات الاحتلال في الحرب مع حركة الفصائل الفلسطينية، إلى تدمير أو إلحاق الضرر بالمعالم الأثرية.
تدمير مسجد العمري
وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن قوات الاحتلال قصفت المسجد العمري الكبير في قطاع غزة والذي يرجع تاريخه إلى العصور الوسطى؛ ما أدى إلى دمار واسع النطاق للمبنى، وصفته بأنه "جريمة بربرية شنيعة".
والمسجد العمري، الذي سمي على اسم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، هو أقدم وأكبر مسجد في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي الغاشم والمدمر منذ 7 أكتوبر الماضي.
أقدم كنيسة
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد ثمانية مواطنين مسيحيين بينهم أطفال وإصابة عدد كبير بجراح في قصف لكنيسة الروم الأرثوذكس (كنيسة القديس برفيريوس) بمدينة غزة، والتي تعد ثالث أقدم كنيسة في العالم.
وكنيسة القديس برفيريوس هي أقدم كنيسة في قطاع غزة، وتقع بجانب مسجد في البلدة القديمة، وبُنيت فوق ضريح القديس برفيريوس، وهو ناسك وأسقف غزّي من القرن الخامس.