لعبت الصين دورًا محوريًا بارزًا على الساحة الدولية خلال الأزمات المعقدة التي شهدها العالم خلال العام 2023، بل وعملت أيضًا على تعزيز تحالفاتها الإقليمية مع دول الجوار والدول الكبرى، رغم الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي واجهها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في محاولة للتعافي من آثار كورونا والحرب التجارية التي شنتها أمريكا ضدها منذ عام 2019، التي عززها جو بايدن بفرضه قيودًا أكثر صرامة.
علاقات قوية ومتعددة
عمل الرئيس الصيني شي جين بينج على الحفاظ على علاقة بكين القوية مع الدول الكبرى، التي بدأت بزيارة روسيا، وفتح ستار الدبلوماسية الرئاسية لهذا العام، وأجرى الرئيسان الصيني والروسي محادثات واتفاقيات مثمرة لفترة طويلة، ورسم خارطة طريق لتطوير العلاقات الصينية الروسية. حسبما ذكرت صحيفة "بكين ديلي".
وتلبية للدعوة، زار "شي" الولايات المتحدة وعقد قمة صينية أمريكية في سان فرانسيسكو، وتبادل الآراء حول المسائل الاستراتيجية والشاملة المتعلقة بالعلاقات الصينية الأمريكية، والمسائل الكبرى المتعلقة بالسلام والتنمية في العالم، ودفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى الاستقرار والتحسن.
كذلك عقد الرئيس الصيني اجتماعات متتالية مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وقادة الاتحاد الأوروبي، وتبادل الآراء بعمق حول العلاقات الصينية الفرنسية والصينية الأوروبية، والمسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكيفية التوصل إلى توافق.
التضامن مع الدول النامية
في شيآن، ترأس "شي" قمة الصين وآسيا الوسطى، وأعلن الجانبان عن بناء مجتمع مصير مشترك أكثر تماسكًا بين الصين وآسيا الوسطى. وفي جوهانسبرج حضر الرئيس الصيني الاجتماع 15 لقادة دول "بريكس"، ودفع بتوسيع عضوية بريكس إلى خطوة تاريخية، وترأس مع الرئيس الجنوبي إفريقي الحوار بين القادة الصينيين والأفارقة، وأظهر، بأفعال حقيقية، أن الصين تقف دائمًا مع الدول الإفريقية. حسبما ذكرت وزارة الخارجية الصينية عبر صفحتها الرسمية على منصة "ويشات".
وفي بكين، أعلن "شي" في المنتدى الدولي الثالث للتعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" عن 8 إجراءات تساعد الدول النامية على تسريع خطواتها نحو التحديث عن طريق المبادرة. وفي هانوي، توصل "شي" مع قادة فيتنام إلى توافق مهم حول بناء مجتمع مصير مشترك ذي مغزى استراتيجي بين الصين وفيتنام، وشرح مرة أخرى بشكل حيوي مفهوم الدبلوماسية الحميمة والصادقة المفيدة والمتسامحة مع الدول المجاورة.
المساهمة في حل المشكلات الساخنة
وفقًا للتوافق الذي توصل إليه الرئيس الصيني مع قادة السعودية وإيران، تم التوصل إلى اتفاق تطبيع التعاون التاريخي بين طهران والرياض بدعم وتشجيع من بكين. ولتعزيز الحل السياسي للأزمة الأوكرانية، أبقت الصين على اتصال مع قادة الأطراف المعنية، وحثت على التهدئة والحوار. ومنذ اندلاع جولة جديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد الرئيس الصيني على أهمية "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وشارك في القمة الخاصة لقادة دول بريكس عبر الفيديو، ودعا إلى وقف النار والحرب فورًا، ودفع بحل مشكلة فلسطين في أقرب وقت ممكن بشكل شامل وعادل ودائم.