"يحمل هذا معنى كبيرًا فيما يتعلق بتعزيز التحالف الياباني الأمريكي. وسيساهم هذا ليس فقط في أمن اليابان، لكن أيضًا في السلام والاستقرار في منطقي منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، هكذا قال يوشيماسا هاياشي، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، مُلخصًا موقف طوكيو من علاقتها بأمريكا والحرب الروسية الأوكرانية وقرارها التاريخي ببيع الأسلحة.
في تغير مفاجئ للموقف العسكري الياباني الثابت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بمنع بيع أي أسلحة إلى أي بلد في حالة نشوب نزاع، تستعد طوكيو لإرسال عدة عشرات من معترضات "باتريوت" إلى الولايات المتحدة تعويضا للنقص الذي تعانيه واشنطن في مساعدة أوكرانيا بالأسلحة لتعزيز دفاعاتها الجوية.
اليابان تتخلى عن مبادئها
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية واليابان متمسكة بموقفها العسكري الثابت بعدم بيع أسلحة لأي دولة في حالة نشوب نزاع، لكن المواقف تتغير، وبخاصة مع الولايات المتحدة التي لا تريد طوكيو عرقلة الروابط العسكرية المتزايدة معها.
من هذا المنطلق، غيّر الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم السياسة الرسمية لليابان، ووضع أحكاما جديدة بموجبها يمكن بيع الأسلحة المصنعة بترخيص في بلد الشمس المشرقة "اليابان" إلى الدول التي صُنعت فيها الأسلحة.
ومع ذلك، فإن الصواريخ الفعلية التي تبيعها اليابان للولايات المتحدة لن تنتهي في أوكرانيا. بدلاً من ذلك، سيتم استخدامها لإعادة تعبئة إمدادات الصواريخ التي تحتفظ بها الولايات المتحدة لتغطية الصراعات في المحيط الهادئ، ما يفتح المجال لتخزين مخزونات صواريخ أخرى يمكن إرسالها إلى أوكرانيا.
ولأنه قرار مهم، فقد قال رام إيمانويل، سفير الولايات المتحدة في اليابان، على وسائل التواصل الاجتماعي أن قرار طوكيو بتغيير قواعد التصدير كان "تاريخيًا"، خاصة أن أحكام بيع السلاح في اليابان ستسمح تصدير لطوكيو ببيع قذائف المدفعية 155 ملم إلى المملكة المتحدة.
مع العلم بأن اليابان تقوم بـ"تحديث الدفاع مرة واحدة في الجيل". وفي وقت سابق من هذا العام، انتقلت اليابان إلى زيادة الإنفاق على الدفاع إلى 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، حسبما أعلن رام إيمانويل، سفير الولايات المتحدة في اليابان.
توترات بين روسيا واليابان
وعلى الجانب الآخر، فإن الصراع بين اليابان وروسيا تأجج عقب الحرب الأوكرانية، خاصة بعد إعلان طوكيو بعض العقوبات على الأشخاص والمنظمات الروسية، وهو ما اعتبرته موسكو إجراء معاديًا لها، وعلى أثره أعلنت روسيا عدم إجراء أي مشاورات مع الحكومة اليابانية بشأن الجزر المتنازع عليها بينهما قبالة جزيرة هوكايدو اليابانية الشمالية.
كما علّقت موسكو في يونيو الماضي الاتفاق المبرم مع اليابان في عام 1998 الذي يسمح لسفنها بالصيد بالقرب من تلك الجزر، كما أكدت وزارة الخارجية الروسية، أنه لن يحدث أي تحسن في العلاقات بين موسكو وطوكيو ما لم تُظهر "الاحترام لبلدنا والرغبة في تحسين العلاقات الثنائية".
أثبت فعاليته
يعد نظام صواريخ باتريوت للدفاع الجوي هو الأفضل في فئته. ومع العديد من التحديثات والتحسينات على مر السنين، يمكن لباتريوت إسقاط الطائرات والمروحيات والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. وخلال اشتباك في أوكرانيا، أسقطت بطارية واحدة من باتريوت خمس طائرات روسية في خمس دقائق.
وتم تطوير نظام باتريوت وصواريخه المعترضة من قِبل مقاولين دفاعيين مقرهم الولايات المتحدة. منحت شركات RTX وLockheed Martin ترخيصًا لشركة ميتسوبيشي لتصنيع الأنظمة في اليابان.