الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بصور للعائلات السعيدة.. الصين تبحث رفع معدلات الإنجاب لمواجهة خطر اقتصادي قريب

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

لأول مرة منذ 6 عقود، تشهد الصين أزمة ديموغرافية كبيرة نتيجة انخفاض معدلات الإنجاب وزيادة متوسط العمر وارتفاع نسبة كبار السن، وتواجه بكين، باعتبارها ثاني أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني - بعد تخطي الهند لها أخيرًا- بعد عقود من تطبيق سياسة الطفل الواحد، التي أثرت على ملايين الأسر والأفراد، انخفاضًا حادًا في معدلات الخصوبة وزيادة في نسبة كبار السن.

أزمة ديموجرافية

دعا علماء السكان في الصين إلى مكافأة الأجداد الذين يساعدون في تربية الأطفال، وحظر المحتوى الذي يروّج لعدم الزواج وعدم الإنجاب، ضمن آخر المقترحات للحد من تأثير انخفاض معدل الولادة.

ووفقًا لمقال نُشر في العدد الأخير من مجلة السكان والصحة: "يجب أن يُشيد بالأجداد الذين يشاركون في مسؤولية رعاية الأطفال مع أبنائهم البالغين". حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

وأشارت "لي شوكسيا" و"لي جوان"، اللتان تعملان في مركز تطوير السكان والأسر في تشونجتشينج، إلى أن الحكومات المحلية يجب أن تروّج لصور للأزواج المحبين والعائلات السعيدة ولحظات جودة العلاقة بين الوالدين والأطفال في المناطق الكثيفة السكان، بما في ذلك المناطق التجارية الكبيرة والمناطق الصناعية والأسواق.

وشملت المقترحات الجديدة لتشجيع الإنجاب، بعد ما تراجعت معدلات الولادة في الصين إلى أدنى مستوياتها هذا العام، ما يهدد تعافي الاقتصاد، اقتراحًا للتعامل مع التحديات العملية الأخرى التي تعيق الأزواج من الإنجاب، وأكدت "شوكسيا وجوان" في مقالهما، أنه "يجب منع أي محتوى يروّج لعدم الزواج وعدم الإنجاب، أو يثير الجدل حول الاختلاف بين الجنسين والقلق من الخصوبة".

وقد تم طرح العديد من المقترحات لدعم الصين في زيادة معدلات الولادة المنخفضة بشكل خطير، بعد تراجع عدد السكان لأول مرة منذ أكثر من ستة عقود في العام الماضي. وفي حين انخفضت الولادات إلى أقل من 10 ملايين لأول مرة في التاريخ الحديث في العام الماضي، قال محللون في هذا الصدد إنه يمكن أن تنخفض الولادات إلى ما بين 7 و8 ملايين في هذا العام، ما يعمق الآفاق الديموغرافية المتراجعة للصين.

وتضمنت المقترحات الجديدة لتعزيز معدل الولادة في الصين أيضًا اقتراحًا بالتعامل مع التحديات العملية الأخرى التي تحول دون إنجاب الأزواج للأطفال، وتأتي هذه المقترحات في ظل تنامي الوعي لدى صنّاع السياسات بأهمية تغيير النظرة العامة، إذ لا تزال شعارات فترة سياسة الطفل الواحد محفورة في ذهن جيل نشأ وهو يُخبر بأن "امتلاك طفل واحد جيد".

انخفاض غير مسبوق

بعد أن أقرت الصين سياسة الطفل الواحد في عام 1979 لإبطاء النمو السكاني والحد من المشكلات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها البلاد في ذلك الوقت، ساعدت هذه السياسة في تفادي ارتفاع عدد السكان بما يقدر بنحو 400 مليون شخص، لكنها أدت أيضًا إلى انخفاض كبير في معدلات الخصوبة، وزيادة بنسبة كبار السن، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

ولمواجهة الأزمة الديموغرافية، قررت بكين إلغاء سياسة الطفل الواحد في عام 2016 وسمحت للأزواج بإنجاب طفلين، ثم ثلاثة أطفال في عام 2021، لكن هذه التغييرات لم تكف لعكس التراجع الديموغرافي.

وأظهرت بيانات رسمية أن عدد سكان الصين انخفض للمرة الأولى منذ 60 عامًا في عام 2022، حيث بلغ 1.4118 مليار نسمة، في انخفاض بمقدار 850 ألف نسمة عن عام 2021.

وفي عام 2022، انخفضت تسجيلات حفلات الزفاف في الصين إلى 6.83 مليون، وهو ما يمثل الانخفاض السنوي التاسع على التوالي، وأدنى مستوى منذ أواخر السبعينيات، نتيجة لعزوف الشباب عن الزواج.

الاعتماد على التكنولوجيا

يقول الخبراء، إن انخفاض عدد السكان في الصين لن يؤدي بالضرورة إلى ركود اقتصادي، على الرغم من أنه يجب بذل المزيد من الجهود للاستجابة لانخفاض معدلات المواليد في البلاد والاستفادة منها.

وقال عالم السكان المستقل، هي يافو: "ليس هناك أمل في عكس اتجاه هذا الانخفاض"، مضيفاً أن إحدى التحركات الأكثر إلحاحًا اللازمة لتشجيع الولادات هي إلغاء سياسة تنظيم الأسرة بالكامل وإسقاط جميع القيود المفروضة على الأعداد.

وأكد تشين وي، الأستاذ في مركز دراسات التنمية السكانية بجامعة رنمين، أن التطورات العلمية والتكنولوجية ستلعب دورًا متزايد الأهمية في التعامل مع انخفاض معدل المواليد وشيخوخة السكان.

وأشار يوان شين، نائب رئيس جمعية السكان الصينية، إلى أن اكتساب المواهب والاحتفاظ بها هي أيضًا طرق فعّالة من حيث التكلفة لمواجهة الأزمة الديموغرافية، مضيفًا أن الصين تحتاج إلى جذب عمالة ذات مهارات عالية من دول أخرى، بدلًا من توظيف عمالة أجنبية رخيصة.