الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرب حصص النفط توشك على الاندلاع.. أنجولا تقوض "أوبك" والإنتاج الأمريكي يتزايد

  • مشاركة :
post-title
مجموعة أوبك تواصل خطط خفض إنتاج النفط للحفاظ على مستويات الأسعار - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - شعبان حبشي

عزز الارتفاع القياسي في إنتاج النفط بالولايات المتحدة، وانسحاب أنجولا من منظمة أوبك (اتحاد الدول المصدرة للنفط) توقعات المحللين باندلاع "حرب الحصص"، بين الدول المنتجة، خاصة مع تراجع صادرات السعودية إلى أوروبا لصالح المنتجات الأمريكية.

وسجل إنتاج النفط الخام والمكثفات في الولايات المتحدة، رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا في هذا الربع، بلغ 13.3 مليون برميل يوميًا، وهو جزء من الرقم القياسي البالغ 21.4 مليون برميل يوميًا لإجمالي إنتاج السوائل، بحسب "بيزنس إنسايدر".

وتظهر هذه الأرقام أن كمية النفط التي تنتجها الولايات المتحدة (النفط الخام والمنتجات المكررة وسوائل الغاز الطبيعي) تقترب من إجمالي إنتاج المملكة العربية السعودية أو روسيا.

فيما قررت أنجولا، الانسحاب من (أوبك)، وسط خلافات حول حصص الإنتاج، معتبرة أن الوقت حان للتركيز أكثر على أهدافها الخاصة، وفقًا لوزير الموارد الطبيعية ديامانتينو.

وفي نهاية نوفمبر الماضي، أبدت أنجولا ونيجيريا عدم رضاهما عن حصصهما خلال الاجتماع الوزاري الأخير لتحالف أوبك+ الذي تم تأجيله لعدة أيام بسبب الخلافات، بحسب "رويترز".

وأدى ازدهار الإنتاج الأمريكي إلى تآكل حصة "أوبك" في السوق العالمية، وتوقع بعض خبراء الطاقة أن تغمر السعودية السوق بالنفط الخام لاستعادة حصتها.

وقال جيم بوركهارد، نائب الرئيس ورئيس أبحاث سوق النفط والطاقة والتنقل: "إذا ظلت الأسعار مرتفعة بما يكفي للحفاظ على مكاسب العرض القوية خارج أوبك+، فإن الضغط سيزداد على الاتحاد لخفض المزيد.. في معظم الأحيان يتم اتخاذ إجراءات لدعم الأسعار، لكن التاريخ يظهر أنه في بعض الأحيان يصبح تقييد العرض وفقدان حصة السوق عبئًا متزايدًا".

وقال خبير الطاقة بول سانكي، في وقت سابق من هذا الشهر، إن السعودية ستشن "حرب حصص في السوق" مع الولايات المتحدة، لاستعادة السيطرة على أسعار النفط عن طريق إغراق السوق بزيادة العرض، بحسب "بيزنس إنسايدر".

لكن في الوقت الحالي، تخطط منظمة النفط لمواصلة تخفيضات الإنتاج، وخفض 2.2 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من عام 2024، بينما على الجانب الآخر، من المتوقع أن ينمو الإنتاج الأمريكي أكثر في العام المقبل.

وبين التدفقات الخارجة المتزايدة خارج أوبك والقيود التي فرضتها "أوبك" على نفسها، ترى وكالة ستاندرد آند بورز أن سوق النفط يتجه نحو "توازن جديد" العام المقبل، وتتوقع أن تتراوح أسعار برميل برنت بين 75 و100 دولار في عام 2024.

وسجلت أسعار النفط الخام انخفاضًا واضحًا على هامش تداولات أمس الخميس، وسط المخاوف المتزايدة بتباطؤ الطلب الأمريكي على النفط الخام بالأسواق، بخاصة بعدما ارتفعت مخزونات الولايات المتحدة (أكبر مستهلك لخام النفط عالميًا) الأسبوع الماضي.

وعلى هامش تداولات عقود النفط القياسية، تراجعت العقود الفورية لخام برنت بنسبة 0.71% ووصلت إلى مستوى 78.52 دولار للبرميل، وفي الوقت ذاته؛ انخفضت العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط 0.92% ووصلت إلى مستوى 73.05 دولار للبرميل.

وعوّض الإنتاج القوي من المنتجين الأمريكيين تخفيضات إنتاج أوبك+ هذا العام، التي كانت تهدف إلى دعم أسعار النفط العالمية المتراجعة.

وقال بوركهارد: "إدارة إمدادات أوبك+ تمنع الأسعار من الانخفاض إلى ما دون مستوى معين، على الأقل لفترة طويلة من الوقت"، مضيفًا: "في الوقت نفسه، تظل الأسعار مرتفعة بما يكفي لدعم نمو إنتاج النفط خارج أوبك+، وهو ما يمنع بدوره الأسعار من الارتفاع بشكل كبير".

ويتوقع الخبراء نمو العرض خارج أوبك+ إلى 2.7 مليون برميل يوميًا في 2024، متجاوزًا نمو الطلب العالمي البالغ 1.6 مليون برميل يوميًا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أبقت "أوبك" على توقعاتها يرتفع الطلب العالمي على النفط في العام المقبل بمقدار 2.25 مليون برميل يوميًا، إلى متوسط 104.36 مليون برميل.