أبلغ مسؤولو الاحتلال الإسرائيلي، إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنهما يريدون دفع عناصر "حزب الله" اللبناني لمسافة 6 أميال (حوالي 10 كيلو مترات) من الحدود، كجزء من اتفاق دبلوماسي لإنهاء التوترات مع لبنان، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
ولفت الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق عميق من أن المناوشات الحدودية المتصاعدة، يُمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة ستكون أسوأ من العدوان على غزة.
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا مستمرًا بين جيش الاحتلال الإسرائيلي، و"حزب الله" اللبناني منذ بدء العدوان الإسرائيلي المُتواصل على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأسفر تبادل إطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله، عن استشهاد 125 شخصًا في لبنان، بينهم نحو مئة من مقاتلي حزب الله، ومقتل 11 على الأقل من الجانب الإسرائيلي، بحسب وكالة "فرانس برس".
وقام الاحتلال بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، كإجراء احترازي، تحسبًا لهجوم من قبل قوات "الرضوان" التابعة لحزب الله.
ويعمل كبير مستشاري الرئيس بايدن، عاموس هوكستين، ومسؤولون أمريكيون آخرون على محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي، ولكن لم يتم إحراز تقدم يُذكر حتى الآن، وفقا لـ"أكسيوس".
وكانت التوترات على الحدود مع لبنان إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال اجتماع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمس الاثنين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير جيش الاحتلال، يوآف جالانت، في تل أبيب.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين، إن نتانياهو وجالانت أبلغا أوستن، أن إسرائيل لا يمكنها قبول نزوح الآلاف من سكان المستوطنات قرب الحدود اللبنانية لعدة أشهر.
وأوضحا أن إسرائيل تريد اتفاقًا يتضمن دفع عناصر حزب الله إلى مسافة كافية، بحيث لا تتمكن من إطلاق النار على القرى والبلدات الإسرائيلية على طول الحدود أو أن تكون قادرة على شن هجوم مماثل للذي نفذته الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر.
وقال مسؤولون أمريكيون للموقع، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع أبلغا أوستن أنه كجزء من هذا الاتفاق يريدون عدم السماح لحزب الله بالعودة إلى مواقعه على طول الحدود، التي دمرتها إسرائيل في الشهرين الماضيين.
وكشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، أن أوستن أبلغ نتانياهو وجالانت أن إدارة بايدن تتفهم المخاوف الإسرائيلية، وستدفع من أجل التوصل إلى حل سلمي، لكنهم طلبوا من إسرائيل منح الوقت والمساحة للدبلوماسية وعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تفاقم التوترات.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن نتانياهو وجالانت قالا، إن إسرائيل مستعدة لمنح الدبلوماسية فرصة، لكنهما أكدا أنهما يريدان رؤية تقدم في الأسابيع القليلة المقبلة.