ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن احتمال خسارة المجر مؤقتًا لحقوقها في التصويت داخل الاتحاد الأوروبي يجري النظر فيه، استخدامًا للمادة 7، ويأتي هذا التطور بعد مناقشات مكثفة، وخاصة بعد أن عارضت بودابست حزمة مساعدات مالية مدتها أربع سنوات بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا، خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي انعقدت الخميس الماضي.
وعلى الرغم من أن المجر لم تعرقل في نهاية المطاف بدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع كييف، كما هددت سابقًا، إلا أن الدولة الواقعة في أوروبا الوسطى تحافظ على موقف متباين بشأن أوكرانيا مقارنة بالموقف الرسمي للكتلة. وقد انتقدت حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان باستمرار خطط بروكسل للحصول على عضوية أوكرانيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي وإيمان الدول الغربية بقدرات كييف العسكرية ضد روسيا.
ووفقًا لتقرير صحيفة "فايننشال تايمز"، الذي نُشر اليوم الاثنين، نقلًا عن مسؤولين مجهولين، فإن بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي يفكرون في تفعيل المادة 7 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، التي تسمح للدول بخسارة بعض الحقوق إذا استمرت في انتهاك المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن العديد من الدول مترددة في استخدام هذا الخيار المتصور، وتفضل أن تكشف لبودابست عن "التكاليف الكاملة" لعزلتها.
وقال موظف مجهول في الاتحاد الأوروبي، لوسائل الإعلام، إنه على الرغم من أن "المجر يمكن أن تخلق المزيد من المشكلات"، إلا أنها لن تكون قادرة على "منعنا من تقديم الأموال لأوكرانيا". واختلف المسؤول مع أولئك الذين يحبون تصوير أوربان على أنه "دمية بوتين"، مضيفًا أن رئيس الوزراء المجري يسعى لتحقيق أجندته الخاصة.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن دبلوماسي آخر من الاتحاد الأوروبي لم يذكر اسمه، قوله إن أوربان "دائمًا ما يتعامل مع المعاملات، وليس أيديولوجيًا على الإطلاق"، ويسعى فقط إلى فك تجميد تمويل الاتحاد الأوروبي بقيمة 20 مليار يورو، الذي علّقته بروكسل بسبب مخاوف تتعلق بسيادة القانون في أوروبا الوسطى.
إلا أن رئيس الوزراء المجري ووزير خارجيته بيتر زيجارتو نفيا مثل هذه الادعاءات الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى، أكد عضو البرلمان الأوروبي الليتواني راسا جوكنيفيسيني، الجمعة الماضي، أن أوربان يعمل لصالح روسيا ويقوّض الاتحاد الأوروبي من الداخل.
وقال جوكنيفيسيني: "أناشد المفوضية وقادة المجلس: دعونا نبدأ في التفكير في الإجراء الخاص بتعليق حقوق التصويت في المجر".
وفي حديثه لراديو كوسوث المجري، أكد أوربان أن بودابست لا يزال أمامها ما يقرب من 75 فرصة لعرقلة طريق كييف إلى عضوية الاتحاد الأوروبي. وقد أثار مخاوف بشأن ما وصفه بالفساد المستشري في أوكرانيا في مناسبات متعددة.