تتزايد تهديدات الموجة الأخيرة من هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن الإسرائيلية في باب المندب، ما يؤثر على الأمن البحري في البحر الأحمر، ورغم تأكيد الجماعة استهداف المصالح الإسرائيلية فقط، إلا أن الوضع أجبر بعض الشركات لتعليق الملاحة في المنطقة، ما أثار مخاوف من حدوث اضطرابات جديدة في التجارة العالمية، بما في ذلك إمدادات الطاقة.
أحدث تهديد
أفادت وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، التي تديرها البحرية الملكية البريطانية، اليوم الإثنين، بهجوم محتمل قرب سفينة مسافرة في البحر الأحمر تابعة لها، حيث وقع انفجار بمحيطها على بعد نحو 30 ميلًا منها، بينما كانت تبحر قبالة ساحل اليمن.
ولم تشير وكالة التجارة البحرية البريطانية، في إفادتها الفورية عن وقوع إصابات أو أضرار، وأكدت أن السلطات تعمل على التحقيق بشأن الحادث.
وقبل يومين، أسقطت السفن البحرية الأمريكية والبريطانية طائرات دون طيار يشتبه أنها هجومية استهدفت سفينة شحن في البحر الأحمر، وسط هجمات الحوثيين في المنطقة.
وفي الشهر الماضي، استولى الحوثيون على سفينة الشحن المرتبطة بإسرائيل، جالاكسي ليدر، وطاقمها المكون من 25 فردًا، تبعها موجة متكررة من استهداف السفن التجارية في المنطقة العابرة باتجاه الموانئ الإسرائيلية.
سفن أمريكية وبريطانية بالمنطقة
وعلى خطى الاتجاه الأمريكي، نشرت المملكة المتحدة، سفينة حربية بدورها، في المنطقة لحماية مصالح التجارة وتعزيز الجهود الدولية للحفاظ على الأمن البحري.
وقال جرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، في بيان، السبت الماضي، إن سفينة "إتش إم إس دياموند"، أسقطت عبر إطلاقها صاروخ "سي فايبر" طائرة دون طيار يُشتبه أنها هجومية كانت تستهدف إحدى السفن التجارية في البحر الأحمر، مضيفًا أن السفينة وصلت المنطقة "لتعزيز الجهود الدولية للحفاظ على الأمن البحري"، مشددًا على التزام بلاده "بحماية التدفق الحر للتجارة العالمية"، بحسب بيان نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وبدورها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن مدمرة أمريكية مزودة بصواريخ موجهة أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر، السبت الماضي.
إعلان الحوثي
تدفع جماعة الحوثي بمؤازرة الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي والحرب الجارية في غزة، سببًا لمهاجمة سفن الشحن التي تربطها علاقة بإسرائيل أو تبحر باتجاه الموانئ الإسرائيلية.
والجمعة الماضي، أعلنت جماعة الحوثي استهداف سفينتي الحاويات "إمي إس سي بالاتيوم" و"إم إس سي أناليا"، بصاروخين بحريين في أثناء توجههما نحو إسرائيل.
وقال يحيى سريع، المتحدث باسم جماعة الحوثي، في بيان متلفز، إن الهجوم جاء بعد أن "رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية"، وإنه كان يهدف إلى الانتقام من "قمع الشعب الفلسطيني".
تهديد حرية التجارة العالمية
وباتت الموجة الأخيرة من الهجمات الحوثية على السفن التجارية تمثل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري في البحر الأحمر، ما أجبر عدد من كبار شركات الشحن في العالم على تعليق مرورها عبر مضيق باب المندب.
والمضيق الضيق بين اليمن وشمال شرق إفريقيا تمر عبره نحو 20 ألف سفينة سنويًا، إذ يؤدي إلى البحر الأحمر، ما يجعلها جزءًا من طريق استراتيجي لشحنات النفط والغاز الطبيعي في الخليج.
تعليق الملاحة عبر باب المندب
وقالت اثنتان من أكبر شركات الشحن في العالم، ميرسك وهاباج لويد، الجمعة الماضي، إنهما علقتا مؤقتًا المرور عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وهو معبر حيوي للتجارة العالمية، بحسب ما أوردت "الجارديان".
وأضافت شركة النقل الألمانية هاباج لويد، أنها أوقفت حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر حتى اليوم الإثنين، بعد أن هاجم الحوثيون إحدى سفنها، بحسب بيان لها أوردته وكالة "فرانس برس".
أما شركة ميرسك الدنماركية فأوقفت، حتى إشعار آخر، رحلاتها في المنطقة وتحديدًا المتجه منها للمرور غبر مضيق باب المندب.
وأسنّدت ميرسك قرارها لحادثة كادت أن تتعرض لها إحدى سفنها في المنطقة تحمل اسم"ميرسك جبل طارق" قبل إعلانها القرار بيوم.
قناة السويس الطريق الأسرع والأقصر
رغم التوترات الجارية في البحر الأحمر، ما استدعى إعلان بعض الخطوط الملاحية تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح، أكدت هيئة قناة السويس في مصر انتظام حركة الملاحة بالقناة على مدار الساعة.
وأعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في بيان أمس الأحد، "تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر وحتى أمس الأحد"، وقدّرها بنسبة "ضئيلة" مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة، بحسب البيان المنشور على الموقع الرسمي لقناة السويس.
وأشار إلى أن قناة السويس شهدت أمس، عبور 77 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 4 مليون طن، من بينها بعض السفن التابعة لخطوط ملاحية أعلنت تحويل رحلاتها مؤقتًا عن قناة السويس، لكن عبر قبل الإعلان عن توجه خطوطها الملاحية لطريق رأس الرجاء الصالح.
وشدد رئيس الهيئة على أن قناة السويس ستظل "الطريق الأسرع" و"الأقصر"، إذ تصل معدلات الوفر للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارة آسيا وأوروبا من 9 أيام إلى أسبوعين، وفقًا لمينائي القيام والوصول، بحسب البيان.