خرج آلاف المتظاهرين الإسرائيليين الغاضبين إلى الشوارع، بعد مقتل 3 محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية عن طريق الخطأ من قِبل جيش الاحتلال بعد غارة شنها على قطاع غزة، في محاولة للضغط على حكومة نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق ثانٍ مع حركة "حماس" للإفراج عن رهائن.
ويواجه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، موجة غضب كبيرة بعد الفشل الاستخباراتي في التنبؤ بعملية "طوفان الأقصى"، التي راح ضحيتها أكثر من 1200 جندي إسرائيلي.
خطأ مأساوي
وفي أول تعليق حول حادث الرهائن الإسرائيليين، قال البيت الأبيض، إن مقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين في قطاع غزة على أيدي جنود إسرائيليين كان "خطأ مأساويًا".
وقال جون كيربي، الناطق باسم البيت الأبيض: "ليس لدينا رؤية كاملة حول الطريقة التي سارت بها تلك العملية، أو كيف ارتكب هذا الخطأ المأساوي".
وأكد كيربي، أن النتيجة التي وصلنا إليها الآن لم يكن يرغب أحد في رؤيتها، مضيفًا أن الوضع ليس مناسبًا لإصدار حكم عام بشأن ما إذا كان جيش الاحتلال في وضع يمكنه اتخاذ إجراء دقيق في غزة.
إنهاء الحرب
من جانبها، اعتبرت تالي جوتليف، نائبة في الكنيست الإسرائيلي، أن نشر الجيش الإسرائيلي الأنباء المتعلقة بقتل الرهائن الثلاث عن طريق الخطأ ما هو إلا "حيلة" لإنهاء الحرب. وتساءلت: "لماذا تنشر مثل هذه الأخبار المأساوية في ذلك الوقت، وما الغرض منها؟".
وأكدت النائبة الإسرائيلية، أن مثل هذه الأخبار لا تخدم الأغراض العسكرية للجيش في قطاع غزة، خاصة مع دخول الحرب إلى منعطف خطير، موضحة أن الغرض الوحيد من هذه التصريحات هو وقف الحرب قبل الوقت المتفق عليه.
ابدأوا المفاوضات
تصاعد الغضب بين عائلات الرهائن في الأيام الأخيرة بعد تقارير تفيد بأن الحكومة تماطل في البدء باقتراح صفقة رهائن مع حماس على أساس أنها تعتقد أن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة هو وحده الذي سيجبر الحركة على الركوع والتراجع إلى الطاولة مع عرض يمكن أن تقبله إسرائيل.
حثَّ أهالي الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، خلال اجتماع طارئ، الحكومة الإسرائيلية على إنهاء القتال وإجراء مفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال أحد آباء المحتجزين: "نحن ننتشل فقط الجثث". وقالت نوعام بيري، ابنة أحد الإسرائيليين المحتجزين في غزة، التي كانت واحدة من عدد من المتحدثين في تجمع لعائلات الرهائن في تل أبيب: "نريدكم أن توقفوا القتال وتبدأوا المفاوضات".
وقال والد أحد المحتجزين، لهيئة البث الإسرائيلية، إنه من الصعب علينا في كل مرة يعود فيها الرهائن إلى منازلهم في توابيت. مضيفًا، أن "قلوبنا أيضًا مع الجنود"، مشددًا على الاعتراف بأن إطلاق النار المميت على الرهائن الثلاثة كان خطأً مأساويًا.
وقال آخر: "دولة إسرائيل وقادتها يتصرفون وكأنهم تخلوا عن الرهائن، نحن نستعيد جميع الرهائن جثثًا، إنهم يموتون في عمليات الإنقاذ الفاشلة وبنيران قواتنا".
وطالب الحكومة الإسرائيلية بأن تكون مستعدة لدفع الثمن ووضع الرهائن على رأس جدول الأعمال.
وتعبيرًا عن غضبهم، خرج مئات الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب، مطالبين الحكومة باستمرار صفقات الأسري حتى يتم الإفراج عن آخر أسير. وأغلق المحتجون الطريق أمام حركة المرور عند مفترق كابلان، متوجهين إلى المقر العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لمطالبة الحكومة بأخذ زمام المبادرة لتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين.
وهتفوا قائلين: "وقتكم ينفد.. أحضروهم إلى المنزل الآن.. لن يكون هناك نصر حتى يتم إطلاق سراح آخر رهينة".