الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حي "الشجاعية".. "فخ الموت" لجيش الاحتلال على مر عقود

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال في حي الشجاعية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مقتل 10 جنود من لواء جولاني (أحد أهم وأقوى ألوية المشاة في جيش الاحتلال).. هبوط مروحية تقل جنودًا مصابين في ملعب لكرة القدم بالقدس خلال المعارك الضارية مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة..

هكذا وغيرها من التقارير التي تفيدنا بها وسائل الإعلام الإسرائيلية طوال أيام القتال في حي الشجاعية، تؤكد مكانة الحي التاريخية كحاضن للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وكابوس مزعج يطارد قادة الاحتلال لما يخلفه من خسائر الفادحة في صفوف جيشهم، مع العلم بأن حصيلة قتلى جيش الاحتلال وصلت لـ445 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا، منهم 115 قتلوا منذ التوغل البري في قطاع غزة قبل شهرين، بينهم 4 بدرجة عقيد.

صمود الشجاعية

كما يعتبر الحي مأساة تُطارد قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين تكبدوا هزيمة فادحة فيه، فالعقيد إيريز كاباتس، الذي قاد الكتيبة 13 في لواء جولاني خلال الهجوم على غزة في عام 2014، كشخصية بارزة في هذا الكابوس. كان من بين الذين أمروا بدخول القوات الإسرائيلية إلى "فخ الموت"، كما وُصِف الحي، فيما يتحدث كاباتس عن تلك الفترة قائلًا: "تظل أصداء الحرب تُرن في أذني، وأستمر في تخيل ساحة المعركة أمامي طوال الوقت، حيث أسمع صياحًا ونداءات وانفجارات".

يوضح القائد العسكري الإسرائيلي تفاصيل ما حدث في الشجاعية خلال حرب عام 2014، مشيرًا إلى أنه لا يزال يرى المعركة في هذا الحي مباشرة أمام عينيه، حيث يمكنه سماع الانفجارات والصواريخ المضادة وإطلاق نيران المدافع الرشاشة. يتابع قائلاً: "لم أعد أنام جيدًا في الليل. يومها، عبرنا السياج الحدودي متجهين نحو الشجاعية، وفي لحظات قليلة أُصيب ضابط تحت قيادتي بجروح خطيرة".

تاريخ من الصمود

ويُعد حي الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة أحد أهم معاقل المقاومة الفلسطينية التي خاضت معارك طاحنة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ النكسة وحتى اليوم.

ففي حرب 1967، لعب حي الشجاعية دورًا بارزًا في التصدي لجيش الاحتلال، كما كان مسرحًا لاندلاع شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987، إذ خاض مقاتلو الحي معارك عنيفة مع الاحتلال أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين واستشهاد 4 مقاومين فلسطينيين، في المعركة التي أطلق عليها اسم "معركة الشجاعية".

كما شهد حي الشجاعية تشكيل عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى، ونشأة قادة ميدانيين لعبوا أدوارًا محورية في مواجهة الاحتلال.

وفي مايو 2003، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة في الحي أسفرت عن استشهاد 13 مدنيًا فلسطينيًا وإصابة واعتقال العشرات.

أما في فبراير 2004، فقد نفذ الاحتلال مجزرة أخرى راح ضحيتها 15 شهيدًا و44 جريحًا معظمهم من الأطفال.

كما تكرر استهداف الحي بغارات جوية وقصف مدفعي خلال الاجتياحات البرية لقطاع غزة في أعوام 2008 و2009 و2014، حيث شهد حي الشجاعية معارك عنيفة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال .

وفي عام 2014، وقعت مجزرة فظيعة في الحي أسفرت عن استشهاد أكثر من 75 مواطنًا فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة لإبادة عائلات بأكملها، جراء قصف إسرائيلي عشوائي شنته أكثر من 100 قذيفة على منازل المدنيين.

كما تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في صفوفه خلال المعارك في الشجاعية عام 2014، حيث وقع 16 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا في كمين نصبه مقاتلو المقاومة وحولوهم إلى أشلاء، فيما أُسر الجندي شاؤول آرون وما زال محتجزًا حتى اليوم لدى كتائب القسام.

ووصفت القناة 12 الإسرائيلية تلك الليلة التي وقعت فيها الخسائر الفادحة عام 2014 بـ "الليلة السوداء"، حيث مازال قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يتذكرون صور المذبحة أمام أعينهم وكأنها حدثت بالأمس.