"إلى أن تهزم حماس"، رهنت إسرائيل استمرار حربها في غزة، بهدف أكدت في السابق عزمها على تحقيقه وإن استغرق سنوات، لكن هذه المرة ومع تصاعد الخلافات مع الشريك الأساسي، الولايات المتحدة، لمح لتراجع الدعم الدولي، أكدت أنها ستكمل حربها ولو بدونه حيث تتوقع تراجعًا تماشيًا مع الموقف الأمريكي.
إسرائيل ماضية بالحرب
وبينما أجرى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال زيارة منشأة اعتقال جنوب إسرائيل حيث يتم استجواب الأسرى الفلسطينيين الذين يشتبه علاقتهم بالفصائل، أكد استمرار إسرائيل في حربها على غزة حتى القضاء على حماس.
قال نتنياهو مخاطبًا الجنود "نحن مستمرون حتى النهاية، حتى النصر، وحتى القضاء على حماس" – حتى في مواجهة الضغوط الدولية. مشددًا: "لن يوقفنا شيء"، بحسب ما نقلت "تايمز أوف إسرائيل".
وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة ستستمر "بدعم دولي أو بدونه".
قال كوهين لدبلوماسي زائر "إسرائيل ستواصل الحرب ضد حماس بدعم دولي أو بدونه" معتبرًا وقف إطلاق النار في المرحلة الحالية في غزة بمثابة "هدية لمنظمة حماس" وسيسمح لها بالعودة وتهديد سكان إسرائيل.
تحذير أمريكي من فقدان الدعم الدولي
وفي أبرز الانتقادات المعلنة، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل من فقدان الدعم الدولي بسب القصف العشوائي في غزة، وسط سقوط أعداد ضخمة بصفوف المدنيين.
وحث بايدن في فاعلية انتخابية، في واشنطن، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي على تغيير حكومة الحرب خاصته، ووصفها بأنها "أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل"، وأنها "لا تريد حل الدولتين"، محذرًا من أن إسرائيل "لا يمكنها أن تقول لا في المستقبل" لقيام دولة فلسطينية.
ضغوط دولية
ويبدو أن مواقف دولية في طريقها للضغط على إسرائيل، حيث يبحث الاتحاد الأوروبي، على خطى مبادرة أمريكية، فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين المتورطين في هجمات على المدنيين الفلسطينيين في غزة.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إنها تؤيد فرض عقوبات على من تورط من المستوطنين في هجمات ضد فلسطينيين في الضفة، وشددت على أنه لا علاقة لما يقدم عليه هؤلاء المتطرفون بقتال حماس، واعتبرته "يقوض احتمالات السلام الدائم ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي".
وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، قرارًا تاريخيًا ولو أنه غير ملزم يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة، وتم ذلك بأغلبية 153 صوتًا من أصل 193، فيما صوتت الولايات المتحدة وإسرائيل ضد القرار.
وأسقطت آلة الحرب الإسرائيلية منذ هجمات 7 أكتوبر، أكثر من 18 ألف شهيدًا، 705 من بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 46 ألف من الجرحى، وسط انهيار كامل للنظام الصحفي في القطاع، فيما أجبر العدوان ما يزيد عن 1.8 مليون فلسطيني على النزوح من الشمال إلى الجنوب، بينما بات لا يوجد مكان آمن في القطاع، بحسب تقديرات متكررة للأمم المتحدة.