الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مستشفيات غزة تئن جراء العدوان.. و"الصحة العالمية" توبخ إسرائيل بسبب الانتهاكات

  • مشاركة :
post-title
رجال جمعية الهلال الأحمر خلال إنقاذ طفلة في غزة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

في غضون 66 يومًا، تقلّص القطاع الصحي في غزة إلى أقل من الثُلث، بفعل عدوان لم تهدأ وطأته، تشنه إسرائيل منذ 7 أكتوبر، إلا من هدنة الـ 7 أيام، وبات الوضع أشبه بالجحيم على الأرض، بينما تتقطع السُبل بالكوادر الطبية وتطالها الانتهاكات الإسرائيلية، وسط تحذيرات الصحة العالمية من انهيار كل شيء.

11 مستشفى تعمل جزئيًا

قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن 11 مستشفى فقط، أو أقل من الثُلث، في غزة لا تزال تعمل جزئيًا، وناشدها أن تظل سليمة.

وفي مؤتمر صحفي للأمم المتحدة، عبر الفيديو كونفرانس، قال ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المُحتلة إنه "في غضون 66 يومًا فقط، انتقل النظام الصحي من 36 مستشفى عاملة إلى 11 مستشفى تعمل جزئيًا - واحد في الشمال و10 في الجنوب".

أضاف المسؤول الأممي: "لا يمكننا تحمل خسارة أي مرافق رعاية صحية أو مستشفيات. نأمل، ونناشد أن هذا لن يحدث".

الكوادر الطبية تحت تهديد السلاح

وبينما يهرعون لإنقاذ الجرحى وضحايا العدوان، لم يسلم أفراد الكوادر الطبية من انتهاكات ومضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي بيان شديد اللهجة، منظمة الصحة العالمية، اتهمت إسرائيل بتأخير المهام الطبية الحيوية في غزة، والإقدام على انتهاكات بحق الطواقم الطبية الفلسطينية، عبر إجبار أفرادهم على الركوع تحت تهديد السلاح، واحتجازهم ومنعهم من أداء عملهم.

وأشارت الصحة العالمية في بيانها، إلى أن اثنين من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اُحتجزا لأكثر من ساعة، وهما في طريق العودة إلى المستشفى، وأضافت "شاهد موظفو منظمة الصحة العالمية أحدهما وهو يُجبر على الجثو على ركبتيه تحت تهديد السلاح ثم اقتيد بعيدًا عن الأنظار، حيث ورد أنه تعرض للمضايقة والضرب والتجريد من ملابسه وتفتيشه"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.

سقوط آخر مستشفيات الشمال

في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اقتحمت مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع.

وقال أشرف القدرة، المُتحدث باسم الوزارة في غزة: "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى كمال عدوان بعد حصاره وقصفه لعدة أيام".

وأضاف أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي جمعت الذكور، بمن فيهم الطواقم الطبية في ساحة المستشفى"، مُعربًا عن قلقه إزاء أن تعتقل الطواقم الطبية أو تصفيتهم.

تعرض الكوادر الطبية وسيارات الإسعاف في غزة لهجمات الاحتلال الإسرائيلي
تعرض الكوادر الطبية وسيارات الإسعاف في غزة لهجمات الاحتلال الإسرائيلي
انتهاكات في مختلف ربوع القطاع

يأتي هذا امتدادًا لسلسة من الانتهاكات، رصدتها وزارة الصحة الفلسطينية، في أحد تقاريرها الوراد، أمس الاثنين، حيث استشهد ما لا يقل عن 286 عاملًا في مجال الصحة وأصيبت 57 سيارة إسعاف وتوقفت عن العمل، وفق التقرير.

وأشار تقرير الصحة الفلسطينية، إلى تعرض عدة مرافق صحية وموظفين صحيين للاعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف أنحاء قطاع غزة، وأن من بين المصابين مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة في غزة، إلى جانب اثنين آخرين من الموظفين أُصيبا أثناء الوصول إلى مستودعات الوزارة لتقديم الإمدادات الطبية إلى مستشفيات شمال القطاع.

وفي الجنوب، أشار تقرير الصحة إلى أضرار لحقت بمستشفى اليمن السعيد الواقع في مخيم جباليا، إثر القصف الإسرائيلي، وأن شهداء سقطوا جراءه ما استدعى حفر مقابر جماعية بالقرب من موقع المستشفى لدفن الجثامين.

جحيم على الأرض

وعاد رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، إلى وصف الوضع في القطاع بأنه "جحيم على الأرض"، محذرًا من "انهيار كل شيء" حيث "تتأرجح غزة على حافة الكارثة" منذ عدة أسابيع.

وقال فيليب لازاريني، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، "الناس في كل مكان، يعيشون في الشارع، ويحتاجون إلى كل شيء". وأضاف: "يُطلب من زملائنا أن يفعلوا المستحيل في وضع مستحيل".

وحذّر "فيليب" من انهيار الوضع في غزة قائلًا: "أنت لا تعرف أبدًا ما هي نقطة التحول، ولكن بمجرد الوصول إليها سوف ينهار كل شيء"، بحسب ما أورت صحيفة "ذا ناشيونال".

مشاهد الدمار الكارثي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة