الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأمريكي سكوت تروست: الوضع في غزة مليء بمآسٍ تدمي القلوب

  • مشاركة :
post-title
الأمريكي سكوت تروست

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

العمل الجماعي والصبر والقدرة على التحمل صفات لا بد من توافرها في أي ممثل
الممثلون العرب يمتلكون شغفًا وقوة روحية لا تُصدق.. وأتمنى خوض تجارب مختلفة في الشرق الأوسط
أسير على نهج الأمريكي سانفورد مايسنر في تدريس المهارات الأساسية للفنان

على مدار 25 عامًا علّم المخرج الأمريكي سكوت تروست فنون التمثيل للعديد من النجوم في عدد من الدول، منها الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا ومصر وتونس، فكان له أثر كبير في مجال الفن لما يحمله من مسيرة حافلة كممثل ومدرب وكاتب ومخرج ومنتج، ولكن تبقى هوايته المفضلة السفر بحثًا عن المواهب واكتشافهم وتشجيعهم على الاستمرار.

وفي حوار خاص تحدث الأمريكي سكوت تروست لموقع "القاهرة الإخبارية"، عن مشواره في تدريب الممثلين والقيم الأساسية التي يعتمد عليها، وصفات الممثل الناجح من وجهة نظره، وكيف أثرت هذه التجربة على مستواه الفني والنفسي، ونصيحته للشباب الموهوب في عالم التمثيل، وأمور أخرى تطرق إليها في هذه السطور:

يؤكد سكوت تروست أنه يعتمد في طريقة تدريبه على منهج الممثل الأمريكي سانفورد مايسنر، وهي وسيلة فريدة لتدريس المهارات الأساسية التي يحتاجها الممثل، للفت الانتباه نحو شريك المشهد والاستعداد العاطفي للمشهد وابتداع وجهات نظر محددة وهادفة، وتدفع تلك المهارات الممثل للعيش بصدق في الظروف التخيلية، ويقول: "أدرّس التمثيل منذ 25 عامًا وفي كل مرة أتعلّم أشياء جديدة عن مهنة تدريب الممثلين".

ويضيف: "أسلوبي ونهجي في تدريب الممثلين يعتمد على مدرس التمثيل العظيم سانفورد مايسنر، الذي درّس التمثيل لمدة 60 عامًا وطوّر مجموعة من الأساليب في التدريب التي تساعد الممثلين على تعلّم المهارات الأساسية للتمثيل".

أنتوني هوبكنز أثر فيّ

وحول الخصائص التي يجب أن يتمتع بها الممثل الناجح من وجهة نظر المخرج سكوت تروست، أشار إلى أن هناك خصائص طبيعية لا بد من توافرها في الممثل، منها العمل الجماعي، الصبر والقدرة على تحمل ساعات العمل الطويلة، الروح الفكاهية والمرونة في التعامل، ويقول:" هناك خصائص يمتلكها الممثل الناجح بجانب الخصائص الطبيعية منها الخيال الجيد والعمل على دعم ومساعدة الآخرين والتعبير عن ذاته بالشكل الصحيح، والقدرة على ابتكار أفكار جديدة ذات معنى، بالإضافة إلى خصائص بدنية مثل الهيئة والصوت لا بد أن يكونا مدربين بشكل جيد للغاية".

ويضيف: "خلال فترة تدريبي الطويلة وعملي بمجال الفن، تأثرت بالعديد من الممثلين الذي قمت بالعمل معهم، لكن الشخص الذي أثّر فيّ بشكل كبير للغاية هو أنتوني هوبكنز، لقد كان أحد أساتذتي وأحببت العمل معه نظرًا لروحه الجميلة، وخياله الواسع، وأسلوبه البسيط، وقدرته على العمل براحة وحب، وهناك ممثلون في الصين قمت بتعليمهم ولا أزال أشعر بالرهبة من تمثيلهم وأدائهم، ورغم أنهم غير معروفين لكنني آمل أن تتاح لهم الفرصة لمشاركة موهبتهم للعالم".

وتابع: "لقد ساعدني الممثلون على معرفة أن كل واحد منهم لديه احتياجات خاصة، فكان يبدو الأمر كما لو أن هناك مفتاحًا خاصًا يجب أن أجده لمساعدة كل واحد منهم على اكتشاف موهبته الفريدة، وشجعني هذا على مواصلة معرفة واستكشاف طرق أخرى لتعلمها في هذا المجال، وفي كل مكان أسافر فيه، أجد ممثلين جيدين وشغوفين بشكل كبير للغاية وهذا يلهمني للاعتقاد بأننا جميعًا نتشارك الفن والإنسانية".

لا تنتظر الفرصة

وعن نصيحته للشباب الموهوبين الذين يبحثون عن فرصة لإظهار موهبتهم في عالم التمثيل، يقول: "نصيحتي لأي ممثل هو العثور على أفضل مدرب يمكنه مساعدته في تطوير موهبته، ولكي يصبح الممثل جيدًا يجب البدء في هذه الخطوة والعمل على الموهبة باستمرار، ولا بد من عدم انتظار الفرصة لاكتشاف الموهبة بل البدء في خلق وسرد قصص خاصة به عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن في عصر التكنولوجيا التي تجعل من الممكن لأي شخص أن يصنع فيلمًا".

وحول تجربته في الدول العربية، قال: "الدولتان العربيتان اللتان عملت فيهما هما "مصر وتونس"، وكانت تجارب ممتعة وجيدة للغاية، فشعبيهما يتميزان بروح الدعابة الطيبة والاحترام، لذا سعدت بهذه التجارب وأتمنى خوض تجارب مختلفة في دول عربية أخرى".

ويضيف: "هناك خجل عند بعض الممثلين العرب، لكن تحت هذا الخجل شغفًا كبيرًا، عنما يخرج يكون بمثابة انفجار ويذكّرني ذلك بالسنوات الأربع التي قضيتها في التدريس بالصين، لذا أظن أن تاريخ الشعب له تأثير كبير على قلب الممثل، فهم يمتلكون قوة روحية لا تصدق ووجهات نظر صائبة وهذا ما أحبه في الممثل ويلفت انتباهي، لذا أتمنى مساعدتهم في تطوير مهاراتهم ومساعدتهم في حياتهم المهنية".

دقيقة حداد

لم ينس المخرج الأمريكي سكوت تروست الإشارة إلى الوضع المأساوي في غزة، إذ قال إنه خلال وجوده في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح طلب مني الممثلون الذين أتولى تدريبهم مدى إمكانية الوقوف دقيقة حداد في المسرح على ضحايا العنف في العالم، وكانت لحظة مؤثرة، وفي رأيي أن الموقف في غزة مليء بالمآسي التي تدمي القلوب.

وأضاف: "مسؤوليتنا كفنانين أن نروي القصص التي تجمع الناس معًا، وليس التي تفرقهم، لأننا جميعًا بشر".