يواجه ملايين الأطفال في بريطانيا، مشكلات صحية تهدد حياتهم، متعلقة بـ"العفن"، في وقت يكافح عدد متزايد من البريطانيين، الذين يعانون من أزمة الطاقة، من أجل تدفئة منازلهم، هذا الشتاء.
وذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، أن واحدة من كل ثلاث عائلات شابة في المملكة المتحدة، تواجه مشكلة "العفن" المتكررة.
وحسب الصحيفة، دعا ناشطون، رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إلى معالجة تلك الظروف الخطيرة، مطالبين بتعريفة طاقة طارئة لمساعدة البريطانيين في المنازل الرطبة والباردة.
وأظهر استطلاع جديد للرأي، أن نحو 3.4 مليون (38%) من الأشخاص في المملكة المتحدة، الذين لديهم أطفال تحت سن السادسة يتعرضون للعفن، إما بشكل متكرر أو في بعض الأحيان.
ووجد استطلاع أجرته المؤسسة البحثية "أوبينيوم"، أن 850 ألفًا من هؤلاء الآباء يعيشون مع مشكلة "عفن" خطيرة ومعتادة في المنزل، وهو ما يمثل 10% من جميع الآباء الذين لديهم أطفال دون سن السادسة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يكشف فيه تقدير جديد أن 200 ألف أسرة أخرى ستنزلق إلى فقر الوقود في شهر يناير المقبل، عندما ترتفع أسعار الطاقة مرة أخرى، ما يرفع العدد الإجمالي الذي يكافح من أجل دفع فواتيرها إلى 6.8 مليون.
وأحدث النتائج المتعلقة بظروف السكن تأتي بعد وفاة الطفل أواب إسحاق (عمره سنتان) قبل شهور، وتبيّن أنها ناجمة عن مرض تنفسي نتيجة تعرضه لـ"عفن شديد" في شقة عائلته في روتشديل، وأثار ذلك غضبًا بشأن الوضع المزري الذي تواجهه الفئات الأكثر ضعفًا.
وتعتبر الرطوبة والعفن من المخاطر الصحية من الفئة 1، التي من المحتمل أن تسبب الوفاة أو فقدان الأطراف، بموجب التوجيهات الحكومية الرسمية.
وقالت نائبة زعيم حزب العمال البريطانى، أنجيلا راينر، إن "عددًا كبيرًا جدًا من الأطفال يعيشون في منازل رطبة وباردة ومتعفنة"، ودعت حكومة المحافظين إلى تحديث المزيد من العقارات وتوسيع نطاق الحماية للمستأجرين.
وذكر ائتلاف الجمعيات الخيرية "إنهاء فقر الوقود"، الذي كُلّفَ بإجراء المسح الجديد كجزء من حملة "من أجل تدفئة هذا الشتاء"، أن "النتائج المروعة" بشأن العفن تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من سوناك والمستشار جيريمي هانت.
وقال سيمون فرانسيس، منسق اللائتلاف، إن هذا الأمر كشف فشل الحكومة في الاستثمار في حلول لفقر الوقود، مثل العزل المناسب وإجراءات التخفيف من تأثير ارتفاع فواتير الطاقة.
وأضاف الناشط: "نحن قلقون حقًا بشأن أولئك الذين يتعرضون للعفن بشكل متكرر، فهذه ظروف معيشية خطيرة للغاية.. وهذا يؤكد سبب حاجتنا إلى مزيد من الإجراءات العاجلة من جانب الحكومة للتدخل ومساعدة الأسر على البقاء دافئة هذا الشتاء".
ويمكن أن تؤدي الرطوبة في المنازل إلى نمو العفن، مما يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
ونقلت" ذي إندبندنت" عن تيري هاريجان، وهي أم لثلاثة أطفال، إن العفن في شقتها في شرق لندن يزداد سوءًا، لأنها لا تستطيع تحمل تكاليف تشغيل التدفئة.
وقالت الأم "هاريجان" إن الجو بارد جدًا، إذ لا يمكنها فتح نوافذ منزلها للسماح بتدوير الهواء، لكنها لا تستطيع تحمل تكاليف التدفئة كل يوم؛ لأن فواتير الغاز والكهرباء ارتفعت بشكل كبير.
وأضافت أن "عدم القدرة على وضع التدفئة يجعل العفن يعود أسوأ، فلا يمكننا فتح النوافذ لأن الجو بارد جدًا، وبالتالي يتكثف الماء ويصبح الجو رطبًا".
ولفتت الصحيفة إلى أرييلا، الابنة الصغرى لموظفة الاستقبال في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، البالغة من العمر 3 سنوات، التي أصيبت بالربو بسبب الرطوبة والعفن، وتحتاج إلى التواجد في بيئة دافئة؛ للحفاظ على صحة صدرها.