الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رئيس "أيام قرطاج المسرحية": الفن سلاح الشعوب ورسالتنا للجميع "دعم غزة"

  • مشاركة :
post-title
رئيس المهرجان معز مرابط

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

"المسرح والفن سلاح".. بهذا المبدأ واجهنا تهديد إلغاء الدورة 24
الميزانية لم تتغير منذ 5 سنوات.. ورهاننا الحقيقي أن يكبر المهرجان رغم التحديات
عملنا على تواجد عدد كبير من إفريقيا.. ونسوّق ونوزع أعمال إفريقية للعالم العربي
الخطاب التاريخي للحبيب بورقيبة أوحى لنا بأهمية "مسرح الحرية"

من تونس وتحت شعار "40 سنة بالمسرح نحيا"، تختتم اليوم النسخة الـ24 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، برئاسة معز مرابط، وعلى مدار 8 أيام شهدت عروضًا من دول عديدة تنافست بقوة، لتقدم دورة استثنائية، فضّل منظموها وجودها في ظل تأجيل عدد من المهرجانات بسبب أحداث غزة، باعتبار أن الفن المسرحي يتمتع بمكانة خاصة بين الفنون؛ لقدرته على إيقاظ الضمائر والدفاع عن الحرية والمبادئ.

وفي حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، كشف "مرابط" عن كواليس تحضير الدورة الجديدة، وسُبل دعم ومساندة القضية الفلسطينية من خلال فعاليات المهرجان، والصعوبات التي واجهتهم، وكيفية انطلاق فكرة مسرح الحرية التي تمنح لمن وراء القضبان متنفسًا لأن يطلقوا أفكارهم على المسرح، وأهمية المهرجان في دعم البعد العربي الإفريقي من خلال فعالياته، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:

أصررت على إقامة أيام قرطاج المسرحية رغم الظروف المحيطة من إلغاء للمهرجانات بسبب أحداث غزة.. ما السبب؟

كان بالفعل من المفترض إلغاء كل المهرجانات، لكننا اعتمدنا هنا على أن المسرح والفن سلاح وضمير الشعوب، ونحن قادرون على إيصال رسالة للجميع من خلال المهرجانات الفنية، لدعم إخواننا في غزة، ولزامًا علينا التنديد بما يحدث في القطاع وإظهار الصورة الحقيقية، وهذا ما نتمكن من تحقيقه عبر المهرجانات.

يشارك في الدورة 24 عملان من فلسطين.. هل كان هناك مُخطط لمشاركة أكبر؟

كان من المفترض أن يكون هناك مشاركة لأكثر من عمل فلسطيني، لكنهم لم يتمكنوا من الحضور نظرًا لصعوبة التنقل في فلسطين، وعُرض علينا أعمال أخرى ووجدنا أن أصحابها "مطبعين" فرفضناها، كما أنه لا شك أن كل الدورة فلسطينية فهم حاضرون معنا دائمًا، بداية من البوستر الذي تزين بغصن الزيتون، وفي كل تفاصيل بالمهرجان هناك طابع فلسطيني، وهذا أقل ما نقدمه، كما أن لدينا فقرات اليوم في حفل الختام عن فلسطين.

حدثنا عن تفاصيل التحضير للدورة 24 من المهرجان؟

هذا العام احتفلنا بالذكرى الأربعين للمهرجان، وأردنا أن يأخذ بعدًا أكبر في إشعاعه الدولي، وأن يكون منصة تواصل بين العالم العربي الإفريقي ودول العالم الأخرى، وهي دورة طموحة للغاية وشهدت برمجة مهمة في كل أنواع المسارح، وحافظنا على العروض المختارة أن تكون في مستوى المهرجان الكبير، وعملنا على اختيار العروض التي تلفت الانتباه.

للسنة السابعة يشهد المهرجان تجربة "مسرح الحرية" التي تهتم بعروض السجون.. فكيف بدأت تلك التجربة؟

حينما بدأنا تلك التجربة الرائدة عام 2017، تفاجأ الكثيرون بالعروض، لكننا أردنا أن تمثل هذه العروض مساحة لتطوير حياة هؤلاء الأشخاص، ومتنفسًا للحرية بالنسبة لهم، وملتقى لهم مع الجمهور، وعملنا على تحضير تلك العروض طوال العام مع المساجين للمشاركة في قرطاج المسرحية، وهناك متخصصون يعملون معنا ودورهم هو الحصول على الأفكار والمقترحات، والنصوص الخاصة بالمساجين والعمل على تحضيرها وتدريبهم ليستطيعوا العرض أمام الجمهور التونسي والعربي من خلال المهرجان، والحقيقة أنهم أبهروا كل من رآهم وحصلوا على ردود فعل قوية جدًا لكل من شاهد العروض، والأمر يتطور مع مرور السنوات.

من أين جاءت تلك الفكرة؟

تلك الفكرة جاءت من المسرح المدرسي بالستينيات، عندما ألقى الحبيب بورقيبة خطابًا تاريخيًا حول أهمية المسرح ودوره في زيادة الوعي لدى الجمهور التونسي، والحقيقة أن تواجد الجمهور بهذه الكثافة في العروض هو نتاج تراكم ثقافي على مدار السنوات الماضية، فقد خلق وعيًا بدور المسرح وأهميته، لذلك اندمج الجميع وكانت بداية الانطلاق.

كيف يتم تأمين هؤلاء المساجين بالخارج؟

الحقيقة أن هذا الأمر تتولاه الهيئة العامة للسجون وهناك حفظ كبير لهم، وهم من تلقاء أنفسهم يؤمنون بدور المسرح والفن سواء كانوا أطفالًا من مراكز الإصلاح أو كهول، فالمسرح قادر على أن يغير السلوك، وإخراج مواطن واعٍ وقادر على التأقلم مع الشعب مرة أخرى.

دائمًا ما تجد المهرجانات الفنية صعوبة في التمويل وضعف الميزانيات.. كيف تخطيتم ذلك؟

أود التنويه على أن المهرجان زاد يومًا هذا العام، وهذا هو الرهان الحقيقي لأن الميزانية لم تتغير منذ 5 سنوات، والطموح الحقيقي هو أن يكبر المهرجان بتلك الميزانية، ومن حسن الحظ هو إقناع المؤسسات ورجال الأعمال الفاعلين في الاستثمار بالمسرح وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها معنا شريك رسمي، وهذه الدورة لم تكن ممكنة لو لم يكن هذا الشريك موجودًا، وأصبح لدينا برامج مهمة تخص العالم في فرنسا وباريس وكان هناك تعاون ودعم.

لاحظنا تواجد كبير جدًا للجمهور العربي في المسارح.. فهل يتم الاستفادة منهم وإنتاج أعمال خاصة بالمهرجان؟

عملنا على هذا وهناك عروض من إنتاج المهرجان، ونتمنى أن يتم توزيعه على نطاق واسع، والفكرة أن نواصل وندعم الأعمال حتى تعرض في المسارح، وألا نكتفي ببرمجة العروض، ونسهم في إنتاجها وتوزيعها، وجمهور المسرح الكبير هو ثقافة مسرحية موجودة ومتراكمة منذ عقود، والحقيقة أن هناك حرصًا كبيرًا من جانب الدولة على المسرح.

تعد أيام قرطاج المسرحية حلقة وصل بين المسرح العربي والإفريقي.. فكيف يزيد هذا الدعم؟

بُعد تونس الإفريقي راسخ، وخاصة بعرب إفريقيا وهذه هوية خاصة بالتونسيين، وهناك صعوبات كبيرة في تنقل الفرق بيننا وبين إفريقيا، لكننا عملنا على تواجد عدد كبير من القارة السمراء، وأيضا هناك مسارات كبيرة نخطوها سويًا، ونسوّق ونوزع أعمالًا من إفريقيا للعالم العربي.