من الإسكندرية إلى أسوان تتمتع مصر بآثار وحضارة تؤرخ لعصور مختلفة منذ قديم الزمن، ما جعلها أهم "لوكيشن تصوير" مفتوح في العالم كله، وانطلاقًا من هذه القاعدة اتخذت مصر في الآونة الأخيرة خطوات جادة نحو جذب مزيد من الأعمال العالمية لتكون الحضارة المصرية شريكًا في أعمال سينمائية تجوب العالم، وتدخل كمنافس قوي مع دول عربية شقيقة صنعت قاعدة قوية لاستقطاب عدد كبير من تصوير أعمال أجنبية على أراضيها، وآخرون بدأوا الطريق ليكونوا على الخريطة العالمية، لكن تظل مصر هي الجاذبة لأعين العالم كله.
تحرص بعض الدول على تقديم تسهيلات لاستقطاب التصوير الخارجي لديها، حيث دخلت الجزائر أخيرًا على خط تطوير السينما لديها واستقطاب التصوير الخارجي بعد الإعلان عن إنشاء مدينة سينمائية كبرى ستساعد في زيادة فرص التصوير الداخلي والخارجي، وهو ما يزيد من المنافسة على استقطاب الأعمال العالمية.
تسويق محترف
يؤكد أحمد سامي، مدير مركز التصوير الأجنبي بمدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، إنه تم تشكيل مركز خدمات التصوير الأجنبي في مدينة الإنتاج، وهو منوط باستخراج التصاريح الخاصة بالتصوير الخارجي بمصر، وتم تشكيل لجنة مختصة بالإنتاج الأجنبي، تضم كل الجهات المعنية بالتصاريح، لتسهيل الأمور على من يريد التصوير في مصر.
ويوضح "سامي": "هذا المكتب يعمل منذ ثلاث سنوات، حيث عملنا على أكثر من 25 عملًا أجنبيًا خلال تلك الفترة، كما أن هناك دعاية متخصصة في هذا الشأن بأمريكا وأوروبا، بالإضافة إلى أننا لدينا اشتراك في منظمة يندرج تحتها كل الجهات الخاصة بالتصاريح في العالم كله، وهناك تسويق بشكل محترف نقوم به، وموقع إلكتروني لتسهيل إجراءات التصوير في مصر، وحينما يكون هناك أجنبي يصور في الشارع يكون معه مرافق، وأيضا نوفر كل الخدمات التي يريدها الأجانب أثناء تصوير مشاهد الأكشن الخاصة بأفلامهم".
يشير مدير مركز التصوير الأجنبي بمدينة الإنتاج الإعلامي إلى وجود مجموعة من الأفلام المهمة تم تصويرها خلال الفترة الماضية، منها عمل أمريكي، وآخر هندي وهو فيلم "khuda haafiz2، حيث تم التصوير في الأهرامات، وميدان التحرير، وأماكن متنوعة من مصر، كما أن الفترة المقبلة سترى النور أعمالًا أخرى كبيرة تم تصويرها هنا.
ترويج للسياحة
تقول الفنانة الأردنية سميرة الأسير، عن تسهيلات الأردن لاستقطاب التصوير الخارجي: "هناك تسهيلات كبيرة لكل صنّاع السينما في العالم كله من الهيئة الملكية للأفلام، حيث يأتي إلينا العديد من الأعمال المهمة التي تصور في الأردن، وسبق أن شاركت في مسلسل أمريكي كان يتم تصويره في الأردن لمدة شهر، وحرصوا على أن يبرزوا أماكن مهمة في الأردن مثل مدينة الزرقاء والصحراء وأكثر من مكان، وهذا يفتح باب الترويج للسياحة، وتعريف الجمهور في البلاد المختلفة بأماكننا السياحية المهمة".
وترى أن هناك أماكن طبيعية في الأردن مازالت بحاجة لإلقاء الضوء عليها سواء في الأعمال المحلية أو الأجنبية.
وتابعت: "وجود صنّاع الفن من بلاد مختلفة في الأردن يساعد في نقل الخبرات إلى فرق صناعة الفن ببلادنا؛ لأنه بمثابة تدريب بالنسبة لهم، كما أن الجودة التي يقدمونها تتطور مع الوقت ويصب ذلك في مصلحة الأعمال في بلادنا، لذلك على كل بلد أن توفر التسهيلات للتصوير الخارجي، لأنه عمل للموجودين بالأردن، ويزيد من الدخل الخاص بالبلد، ويقدم دعاية سياحية مجانية.
مشاركة في الإنتاج
من المغرب يؤكد المخرج والناقد عبد الإله الجوهري، على أهمية التصوير الخارجي في بلده، حيث قال: "المغرب من أهم البلاد العربية والإفريقية المعروفة باستقبال الأفلام الأجنبية، ولدينا الكثير من الإنتاجات لأفلام من مختلف الجنسيات، كما أننا نوفر لهم التسهيلات التي يريدونها من خلال الشباك الواحد، فالمنتج الأجنبي لا يجد أمامه الكثير من الأوراق المطالب بإنهائها".
وأضاف: "كل المواد تُمنح للأفلام بالمجان، إضافة إلى ذلك لدينا أيادٍ تقنية مدربة، والمغرب يشارك بنسبة 30% من ميزانية العمل الأجنبي المصور لديه، وهذا لا يقوم به أحد إلا المغرب والإمارات".