فيما تسعى الإدارة الأمريكية لإقناع مسؤولي الاحتلال، بقبول إدارة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، بعد انتهاء العدوان، كشفت تقارير بريطانية عن وجود فريق عسكري بريطاني في الضفة الغربية المحتلة، للمساعدة في إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة القطاع.
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية، عن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، القول إن "فريق الدعم البريطاني موجود على الأرض في رام الله منذ أكثر من عشر سنوات، وأن المملكة المتحدة ستنظر في زيادة قدرتها على مساعدة السلطة الفلسطينية".
فريق الدعم البريطاني في رام الله
وذكرت الصحيفة إن فريق الدعم البريطاني، ومقره رام الله، يعمل مع فرق أمنية فلسطينية، جنبًا إلى جنب الولايات المتحدة وكندا، لكن نادرًا ما يتم الحديث عن مهمة الدعم الصغيرة نسبيًا.
وفي زيارة لرام الله أمس الخميس، التقى شابس بالفريق البريطاني وباللواء زياد هب الريح، وزير الداخلية في السلطة الفلسطينية.
وقال شابس: "في نهاية المطاف، أعتقد أن الحل من المرجح أن يكون في سلطة فلسطينية تحتاج إلى أن تكون قادرة على مستوى من الحكم يتطلب قدرًا هائلًا من المساعدة والدعم الدوليين، ولم نصل إلى ذلك بعد".
واستطرد: "أحد أسباب ذهابنا إلى رام الله للتحدث مع السلطة الفلسطينية هو فهم قدرتها وإمكاناتها. أحد الأشياء التي سنفعلها هو التحدث مع الفريق البريطاني الذي يساعد في بناء تلك القدرة جنبًا إلى جنب مع الأمريكيين".
وأشار إلى أن بريطانيا "ساعدت بالفعل" في وصولهم إلى تلك المرحلة، مضيفًا أن "الأمر يتعلق بمحاولة زيادة قدرتهم وإمكاناتهم".
وذكر أنه ناقش الحل مع لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، الأسبوع الماضي أثناء زيارة سريعة للولايات المتحدة.
وتأتي تعليقات شابس بعد أن اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب.
الخطة الأمريكية لإدارة غزة
وكانت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، كشفت قبل أيام، عن خطة لقطاع غزة بعد الحرب، عكف مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على صياغتها على مدار أسابيع منذ منتصف أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض وخارجها، وضعوا أجزاء من الاستراتيجية في تقديرات موقف متعددة واجتماعات مشتركة بين الوكالات منذ منتصف أكتوبر، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومسؤول في الخارجية الأمريكية ومسؤول في إدارة بايدن مُطلع على المناقشات.
وذكرت الصحيفة أن الرؤية الواسعة التي انبثقت عن المحادثات الداخلية، هي إعادة إعمار متعددة المراحل في غزة بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على القطاع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع، أن أبرز محاور خطة إدارة بايدن في غزة بعد الحرب، تشمل زيادة مساعدات واشنطن الأمنية للسلطة الفلسطينية.
وتابع أن الأجزاء الرئيسية من خطة إدارة بايدن بعد الحرب، تشمل السماح بدور أكبر للمنسق الأمني الأمريكي، مُضيفًا "نريد أن يكون لدينا هيكل أمني فلسطيني في غزة بعد الصراع في نهاية المطاف".
وقال مسؤول أمريكي ثانٍ، إن خطة إدارة بايدن تضع تصورًا لسيطرة السلطة الفلسطينية المتجددة على غزة في نهاية المطاف. ولفت المسؤول إلى أن صياغة خطة ما بعد الحرب في غزة يقودها منسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بمشاركة مساعدين لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
ولفتت "بوليتيكو" إلى أن بلينكن ومسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية أعلنوا علنًا، أن السلطة الفلسطينية يجب أن تدير القطاع، لكنهم واجهوا بالفعل مقاومة من نتنياهو، الذي استبعد فعليًا أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة.
وذكرت "بوليتيكو" أن أي استراتيجية تطرحها الولايات المتحدة ستواجه عقبات عديدة، بما في ذلك التعنت الإسرائيلي، في حين يشدد العديد من الزعماء العرب على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، يحاول رئيس حكومة الاحتلال، تقويض السلطة الفلسطينية عمدًا كوسيلة لتجنب إنشاء دولة فلسطينية.