بعدما عجزت تل أبيب عن معرفة أماكن الأسرى خلال المرحلة الأولى من الهدنة التي تخللها الإفراج عن عشرات الأسرى الذين احتجزتهم "حماس" منذ 7 أكتوبر الماضي. تخطط تل أبيب إلى استخدام حيلة جديدة للقضاء على أنفاق الفصائل الفلسطينية، التي يدعى جيش الاحتلال أنها تستخدم للهجوم على تل أبيب وإخفاء الأسرى، التي قدرت أعدادها بالآلاف وأعماقها لمئات الكيلومترات، عن طريق استخدام مضخات مياه.
خطة تل أبيب
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لإغراق أنفاق المقاومة عن طريق استخدام مضخات مياه، وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الاحتلال أنشأ بالفعل 5 مضخات مياه كبيرة بالقرب من مخيم الشاطئ، الذي يضم آلاف اللاجئين في مدينة غزة.
وتدعى تل أبيب أن لديها القدرة على إغراق الأنفاق في غضون أسابيع عن طريق ضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه. بحسب "وول ستريت جورنال".
مخاوف إسرائيلية
وفي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل إغراق أنفاق المقاومة، في إطار خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقضاء على الفصائل الفلسطينية، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأن تل أبيب تخشي الإقدام على هذه الخطوة حفاظًا على أرواح الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر، التي تعتقد أنهم محجوزون تحت الأرض.
ومن بين المخاوف التي أشارت إليها الصحيفة الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالمياه الجوفية والتربة في غزة، إذا تسربت إليها مياه البحر والمواد الخطرة الموجودة في الأنفاق، فضلاً عن التأثير المحتمل على أساسات المباني.
تباين الآراء في أمريكا
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "أخبرت تل أبيب الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي بهذه الخطة، لكنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستنفذها أم لا".
كانت الآراء في إدارة بايدن متباينة، حيث أعرب بعض المسؤولين عن قلقهم بشأن الخطة الإسرائيلية بينما قال آخرون إنهم يدعمون جهود إسرائيل لتدمير الأنفاق وأنه لا توجد بالضرورة أي معارضة أمريكية.
النجاح مضمون
وقالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية نقلًا عن خبير عسكري، إن إمكانية غمر الأنفاق، التي تقول عنها صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الجيش الإسرائيلي يدرسها، ستكون خطوة كبيرة وستأتي مع مخاطر شديدة.
وأكد الخبير العسكري البروفيسور مايكل كلارك، أنه يمكن فعلها، وأنها ستنجح.
وفيما يتعلق باحتجاز الرهائن تحت الأرض، ألمح "كلارك"، إلى أنهم لا يعرفون ما إذا كان الرهائن يحتجزون هناك أم لا، مضيفًا أن المخاطرة الأخرى، هي أنه من خلال غمر الأنفاق قد ينتهي الجيش الإسرائيلي بتلويث الطبقات المائية التي تساعد على إمداد غزة بالمياه.
وقال أيضًا: "هذا سيكون قطعة من التخريب البيئي التي لن يشكر العالم إسرائيل عليها".