الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"لا مكان آمن في غزة".. العدوان يستعر في جميع أنحاء القطاع والمعاناة "لا تطاق"

  • مشاركة :
post-title
وضع الدمار جراء التصعيد الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

لا مكان آمن في غزة، بات هذا الواقع، اليوم، بعد أكثر من شهرين من القتال المحتدم في القطاع، لا سيما بعد أن توسع واستوحش الهجوم الإسرائيلي، منذ ثلاثة أيام، مع عودة العمليات العسكرية بقوة انتقامية متزايدة، وبات المدنيون مشردين في ظل غياب موقع آمن فيما طالهم القصف في كل مكان.

حفرة بحجم ملعب كرة سلة

وجراء إحدى غارات الاحتلال جنوبي قطاع غزة، خلال ليل أمس الاثنين، أحدث تفجيرًا حفرة بحجم ملعب كرة سلة في الأرض، وخرجت قدم طفل صغير فارق الحياة وسرواله الأسود من تحت كومة من الأنقاض، فيما كافح المدنيون بأيديهم العارية لتحريك قطعة من الخرسانة تسببت بسحق الطفل، حسبما أفاد تقرير أوردته وكالة "رويترز" للأنباء.

كشف حجم المأساة الإنسانية عدد من المدنيين المتضررين من القصف الإسرائيلي جنوبي القطاع، حيث اعتادت هذه المناطق أن تكون آمنة نوعًا ما في ظل انشغال جيش الاحتلال بدك الشمال، لكن الجميع استفاقوا في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين وإذ بكل شيء بمحيطهم انقلب رأسًا على عقب، بحسب ما روى متضررون لـ"رويترز".

قالت إحدى الفلسطينيات لـ"رويترز" إن المدنيين تلقوا إخطارًا من جيش الاحتلال بالانتقال من الشمال إلى خان يونس "لأن الجنوب أكثر أمانًا" تابعت: "والآن، قصفوا خان يونس. حتى خان يونس ليست آمنة الآن، وحتى لو انتقلنا إلى رفح، فإن رفح ليست آمنة أيضًا".

وباستخدام خريطة مفصلة تقسَّم قطاع غزة إلى مئات المناطق الصغيرة، يستهدف جيش الاحتلال توجيه الفلسطينيين من مناطق محددة للإخلاء عندما يتوسع هجومه البري ليشمل جنوب القطاع، بدلًا من المطالبة بالإخلاء الجماعي، كما فعل في وقت سابق في الجزء الشمالي من غزة.

معاناة غزة "لا تطاق"

وأثناء زيارة أجرتها للقطاع، وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر المعاناة في غزة بأنها "لا تطاق".

وقالت ميريانا سبولياريتش إن "مستوى المعاناة الإنسانية لا يطاق. ومن غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن يذهبون إليه في غزة، وفي ظل الحصار العسكري القائم، لا توجد أيضًا استجابة إنسانية كافية ممكنة في الوقت الحالي"، بحسب ما أوردته "الجارديان".

وأكدت المسؤولة استعداد الصليب الأحمر، باعتبارها جهة فاعلة محايدة، لدعم مزيد من الاتفاقات الإنسانية، أملًا في تقليل حجم المعاناة الإنسانية والأسى الذي يعيشه سكان القطاع.

والتقط الفلسطينيون الأنفاس لمدة سبعة أيام توقف خلالها إطلاق النار، بموجب اتفاق بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية أمريكية، شمل تبادل المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح المسجونين الفلسطينيين من سجون الاحتلال، كما سمح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة عبر معبر رفح.

وفي الجنوب، حيث لجأ غالبية الفلسطينيين لمراكز الإيواء التابعة للأونروا، للاحتماء من القصف العشوائي الذي يشنه جيش الاحتلال بلا هوادة، وبسبب الاكتظاظ وتردي الظروف الصحية هناك، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية. فضلًا عن تقارير أولية تفيد بتفشي الأمراض الوبائية، بما يشمل التهاب الكبد الوبائي، بحسب رصد الأمم المتحدة.

أكثر من 15 ألف فلسطيني استشهدوا

وفي أحدث تقارير وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد 15.899 فلسطينيًا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ هجمات 7 أكتوبر، أكدت أن نحو 70 بالمئة من بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى ما يزيد على 41 ألف فلسطيني من الجرحى، بينما هناك أكثر من 6000 فلسطيني يعتبرون في عداد المفقودين داخل القطاع.

400 ألف فلسطيني فقدوا وظائفهم

وإلى جانب إضرار إنسانية وصحية كارثية، فقد ما يقارب 400 ألف من الفلسطينيين وظائفهم بسبب الحرب، بحسب تقرير أوردته منظمة العمل الدولية.

وفي أعقاب هجمات 7 أكتوبر، فقد مئات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية وظائفهم أو تم تجميدها بعد أن ألغت السلطات الإسرائيلية تصاريح عملهم وفرضت قيودًا مشددة على المعابر.

وأشار تقرير لمنظمة العمل الدولية إلى أن ما يقرب من 182 ألف من سكان غزة الذين يعملون في إسرائيل والمستوطنات تم إنهاء عملهم، في حين تم فقدان نحو 24% من فرص العمل في الضفة الغربية أيضًا – بما يعادل 208000 وظيفة –نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس.