في مؤشر لتصاعد حدة الخلاف، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف جالانت، قال نتنياهو، إن الأخير رفض مشاركته في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء السبت بقاعدة "كيريا" العسكرية في تل أبيب، مُضيفًا: "اختار ما اختار".
وفي إجابة على سؤال حول سبب عقده مؤتمرًا صحفيًا منفصلًا عن "جالانت"، قال "نتنياهو" إنه اقترح عليه إقامة مؤتمر صحفي مشترك، لكنه قرر ما قرره، في إشارة لرفضه.
وعلى ما يبدو فإن الخلاف بين نتنياهو وجالانت كبير، بحسب مراقبين إسرائيليين، أشاروا إلى أن مجلس الحرب يعتقد أن نتنياهو يقود الحرب على غزة لإنقاذ مستقبله السياسي، مؤكدين أن هناك حالة من عدم الثقة بين مجلس الحرب ونتنياهو، وهو ما ستكون له تداعيات على قرارات الهجوم على غزة.
ورغم الخلاف بين نتنياهو الذي قال ردًا على جالانت، إنه يملك تفويضًا من الإسرائيليين، فإنهما أكدا في مؤتمريهما على فكرة واحدة وهي القضاء على حماس.
بداية تصاعد الخلاف
في أكتوبر الماضي، ومع تصاعد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، واعتراف تل أبيب بسقوط قتلى وجرحى جراء الصواريخ المضادة للمدرعات التي أطلقها الحزب، احتدم الخلاف بين نتنياهو وجالانت حتى توقيت إعلان إسرائيل عن خوض حرب ضد حزب الله.
وفي الوقت الذي صرح فيه جالانت، بأن إسرائيل ستكون مضطرة لدخول حرب ثالثة من دون انتظار، إلى ما بعد الاجتياح البري لغزة، رفض نتنياهو الأمر، التزامًا بمطلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بترك الجبهة الشمالية بعيدة عن الحرب.
وفي ظل تمسك جالانت بموقفه تدخلت واشنطن بموقف داعم لنتنياهو، رغم ذلك أصر جالانت على موقفه وقام بجولة مفاجئة على الحدود الشمالية، ووصل إلى منطقة قريبة من مزارع شبعا والتقى الجنود هناك، وسط تحذيرات من جهات عدة من تصرفات جالانت وإصراره على فتح جبهة في الشمال.
خلافات قديمة
وفي إبريل الماضي أعلن نتنياهو، تراجعه عن إقالة جالانت، بسبب تطور الوضع الأمني، بعد أن كان قرر إقالته أواخر مارس الماضي.
وقال نتنياهو، إنه تراجع عن قرار إقالة جالانت، إثر الخلافات السياسية، قائلًا: "كانت هناك خلافات صعبة بيننا حول أمور معينة، ولكن قررت تركها وراءنا".
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه قرر ترك جالانت في منصبه، بسبب الأزمة الأمنية المتصاعدة، مشيرًا إلى تسوية خلافهما بشأن دعوة جالانت العلنية في مارس لوقف خطة التعديلات القضائية التي طرحتها الحكومة وأثارت انقسامًا واسعًا.