يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى رام الله، اليوم الخميس، في زيارة تعد الرابعة له إلى المنطقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل قرابة شهرين.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن خلال الزيارة، كلًا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادات منظمة فتح، قادمًا من تل أبيب التي تمثل المحطة الأولى في جولته بالمنطقة.
وتأتي هذه الجولة في وقت تبذل فيه الإدارة الأمريكية جهودًا مكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل المدى بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة، يتضمن بنودًا بشأن توسيع نطاق صفقات تبادل الأسرى.
كما تأتي الزيارة متزامنة مع تغير لافت في تصريحات مسؤولين أمريكيين تجاه العدوان على قطاع غزة، نتيجة احتجاجات في ولايات أمريكية رافضة للعدوان الإسرائيلي، وانتقادات حتى داخل الإدارة الأمريكية لموقفها من العدوان، ودعوات لوضع شروط على تزويد إسرائيل بالأسلحة، إلى جانب استطلاعات للرأي رافقت حرب غزة 2023 أظهرت تراجع شعبية جو بايدن، خاصة بين جيل الشباب وبين الأمريكيين المسلمين ومن أصول عربية.
وسبق أن زار بلينكن المنطقة 3 مرات منذ اندلاع المواجهات، مؤكدًا دعم بلاده اللامحدود لإسرائيل، ومحاولًا حشد تأييد الدول العربية لمقترحات بشأن مستقبل غزة تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني.
لكن من المنتظر أن يتبنى موقفًا مختلفًا هذه المرة، على الأقل لتصريحاته التي أدلى بها في بداية حرب غزة 2023، عندما قال وهو يقف إلى جوار بنيامين نتنياهو: "لقد أتيتكم كيهودي، وليس فقط كوزير خارجية أمريكا"، في ظل المطالبات المتزايدة داخل الولايات المتحدة وخارجها، بضرورة وقف الدعم اللامحدود لإسرائيل والعمل بجدية على إنهاء الصراع في غزة، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن بعد عدوان إسرائيلي وحشي على قطاع غزة منذ يوم 7 أكتوبر الماضي في أعقاب عملية طوفان الأقصى، رغم تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين حاجز 15 ألفًا، بينهم ما يزيد على 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، كما خلف دمارًا هائلًا في البنى التحتية.
وأدى هذا العدوان إلى موجات احتجاج واسعة في عواصم غربية عدة، رافضة الوقوف مكتوفة الأيدي أمام المجازر التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية بحق أهالي القطاع.
من جهتها، حذرت منظمات حقوقية وإنسانية دولية من احتمال وقوع كارثة إنسانية في غزة، في حال استمرار الحصار ومنع إدخال مساعدات غوثية وطبية عاجلة لمدن ومخيمات القطاع المنكوب.
وطالبت المنظمات، المجتمع الدولي، بالتحرك العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني المأسوي، وفتح المعابر أمام إدخال المساعدات، إلى جانب إجبار إسرائيل على وقف فوري لعدوانها غير المسبوق على القطاع المحاصر منذ أكثر من 15 عامًا.