في 13 يناير المقبل تتوجه سكان جزيرة تايوان إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسها المقبل، في انتخابات قد تؤجج التوترات بين الولايات المتحدة والصين إذا تعاملت بكين مع النتائج بشكل سيئ. حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتصف بكين السباق الانتخابي بأنه "اختيار بين الحرب والسلام"، وفيما صعّدت بكين في الآونة الأخيرة من مناوراتها العسكرية حول الجزيرة، أدى ذلك إلى ارتفاع العدوان العسكري الصيني في مضيق تايوان إلى مستويات لم تشهدها منذ عقود.
وستكون الانتخابات لها آثار كبيرة أيضًا على الولايات المتحدة، التي تعترف بسياسة صين واحدة، لكنها تدعم ديمقراطية تايوان بل وتسلحها عسكريًا.
ويتوقع خبراء في السياسة التايوانية أن تتعلق نتيجة السباق الرئاسي بمن يعتقد الناخبون أنه الأفضل للتعامل مع هذه التهديدات الصينية، والعمل مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين للتخفيف من مخاطر الحرب.
لاي تشينج
لاي تشينج تي (64 عامًا) يشغل منصب نائب الرئيس منذ عام 2020، ومرشح عن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، الذي تنتمي إليه الرئيسة الحالية تساي إنج وين. وتحمل الصين عداء واضحًا للحزب الديمقراطي، الذي يدعم بشدة استقلال تايبيه.
وتتهم الصين "لاي" بأنه "انفصالي" أكثر من "تساي"، حيث إنه أيد استقلال تايبيه بشكل علني عن الوطن الأم (الصين)، كما فرضت عقوبات على نائبه، هسياو بي-خيم، المبعوث السابق إلى الولايات المتحدة، مرتين.
لكن على الرغم من دعمه الشديد لاستقلال تايوان، تغيرت توجهاته في الآونة الأخيرة، إذ قال "لاي" إنه على استعداد للعمل مع الرئيس الصيني، شي جين بينج للحفاظ على السلام في مضيق تايوان، مؤكدًا أن تايوان والصين يمكن أن تكونا "أخوين".
هو يو-إيه
ينتمي هو يو-إيه (66 عامًا) إلى حزب "الكومينتانج" الصديق لبكين، والذي يريد استئناف التجارة والحوار مع الصين. وقد أدان "هو" الحكومة الحالية لتايوان بإذكاء التوترات مع الصين، ودعا للعودة إلى سياسة المشاركة، كما يعارض استقلال تايبيه، مؤكدًا أنها جزء من "صين واحدة".
ويعد "هو" أول مرشح من أصل تايواني للحزب، حيث لم تهرب عائلته إلى الجزيرة بعد نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، وقد تم اختياره كمرشح للحزب لجذب الناخبين.
وقد تم تعيين "هو" عمدة مدينة تايبيه الجديدة، ما عزز شعبيته بسبب كفاءته، لكن منتقديه يقولون إنه يتمتع بخبرة قليلة في التعامل مع الصين أو الشؤون الخارجية.
كو وين جي
"الحصان الأسود" في الانتخابات، هكذا وصفت وسائل الإعلام التايوانية "كو"، (64 عامًا) مرشح حزب الشعب التايواني.
وفيما يتعلق بالصين، قال "كو": "كلا جانبي مضيق تايوان ينتميان إلى عائلة واحدة". كما وعد بإجراء حوار مع بكين، لكنه يؤكد أيضًا على الحاجة إلى بناء جيش تايواني قوي لردع الصين عن الهجوم.
لكن من غير الواضح ما إذا كانت الصين ستجري محادثات مع "كو"، خاصة بعدما تجنب اتخاذ موقف بشأن ما إذا كانت تايوان جزءًا من "صين واحدة"، وهو أمر تعتبره بكين شرطًا مسبقًا للمشاركة.
وقد يؤدي فوز "كو" إلى تعقيد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بسبب ميله إلى الخروج عن النص في أجزاء حساسة من العلاقة بين بكين وواشنطن وتايبيه.
رأي الصين
يقول المحللون، إنه من شبه المؤكد أن انتصار "لاي" سيقابل بمزيد من الهجوم الصيني. إذ وصفت بكين لاي بأنه "مثير للمشكلات"، وطالبت الشعب التايواني باتخاذ "قرار عقلاني". ومع ذلك، إذا خسر "لاي"، فقد يثير ذلك مخاوف في الجزيرة بشأن كيفية إبقاء النفوذ الصيني تحت السيطرة.