على خلفية الحرب في غزة، تبادل وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإسباني كلمات قاسية، واستدعى كل منهما سفيره للتوبيخ مع تصاعد النزاع بينهما، بينما واصل رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز ونظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو، زيارتهما للشرق الأوسط للبحث عن حل للخروج من الأزمة الراهنة، بحسب "وكالة فايننشال تايمز" البريطانية.
وهذه ليست المرة الأولي التي تستدعي فيها تل أبيب سفراء دول أجنبية لديها بسبب دعمهم للحق الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود 1967، وكانت إسرائيل قد استدعت سفيرها لدى جنوب إفريقيا للتشاور، خاصة بعد تصريحات رئيسها بأن تل أبيب ترتكب جرائم حرب في حق المدنيين الفلسطينيين.
ووبخت تل أبيب تركيا أيضًا، بعد قرارها باستدعاء سفير إسرائيل في أنقرة، بينما اتهمت الخارجية الإسرائيلية أردوغان بالوقوف إلى جانب حماس. واتهمت الحكومة الإسرائيلية بوليفيا وتشيلي وكولومبيا، بأنها "تقف في صف منظمة حماس الإرهابية".
إقامة دولة فلسطينية
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في القدس، بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، إن عدد المدنيين الذين قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة "لا يطاق".
وقال سانشيز، أمس الجمعة، على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي إلى غزة، إن إسرائيل لم تتصرف ضمن حدود القانون الإنساني، مضيفًا أن "قتل المدنيين الأبرياء، بمن فيهم آلاف الأولاد والبنات غير مقبول تمامًا".
ولطالما دافعت إسبانيا عن الفلسطينيين، ودعا "سانشيز"، أمس الجمعة، الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين. وشدد وزير الخارجية الإسباني، على أن بلاده أدانت حماس وأعربت عن تضامنها مع ضحاياها الإسرائيليين، لكنه قال إن ذلك "لا يتعارض" مع دعوة مدريد لحماية المدنيين الفلسطينيين.
غضب إسرائيلي
أثارت كلمات، والمشاعر المماثلة التي أعرب عنها رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، رد فعل حاد من إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي الذي كتب على منصة "إكس": "ندين الادعاءات الكاذبة لرئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا التي تدعم الإرهاب". حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وكتب كوهين: "إن إسرائيل تتصرف وفقًا للقانون الدولي وتحارب منظمة إرهابية، ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
واندلع النزاع الدبلوماسي في اليوم الذي أطلقت فيه الفصائل الفلسطينية سراح 13 رهينة إسرائيلية كانت تحتجزهم في قطاع غزة، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو 39 سجينًا فلسطينيًا في إطار صفقة لوقف إطلاق النار يفترض أن تستمر لأربعة أيام.
وأشار "كوهين" إلى الهدنة المؤقتة، التي تلت أكثر من ستة أسابيع من الحرب، قائلًا: "بعد الهدنة، سنستأنف العمليات القتالية حتى يتم القضاء على حكم حماس في قطاع غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن".
رد إسباني
وذكرت "بلومبرج"، أن إسبانيا فوجئت برد وزير الخارجية الإسرائيلي، حسبما قال مسؤول إسباني. وأدان وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في بيان له مساء أمس الجمعة: "الاتهامات الكاذبة والخاطئة وغير المقبولة" من إسرائيل.
وقال "ألباريس" إن رد إسرائيل كان "خطيرًا بشكل خاص" لأنه استهدف رئيس الوزراء الإسباني، الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، وزعيم بلجيكا، الذي سيتولى المنصب نفسه في الأول من يناير المقبل.
وقال دي كرو، في معبر رفح، إن العملية العسكرية الإسرائيلية كان يجب أن تحترم القانون الإنساني الدولي. وأضاف: "يجب أن يتوقف قتل المدنيين الآن.. لقد مات الكثير من الناس.. إن تدمير غزة غير مقبول.. لا يمكننا أن نقبل أن يتم تدمير مجتمع بهذه الطريقة".
انقسام أوروبي
كانت الدول الأوروبية وأعضاء مجموعة السبع متحدين في إدانتهم لحماس والهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي. لكنهم اختلفوا حول مدى الضغط الذي يجب ممارسته على إسرائيل لكبح قصفها والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وبدأ حلفاء آخرون لإسرائيل في اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن التكلفة البشرية القاسية لحربها في غزة.
تعليق بريطاني
وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، اعترف ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني الجديد خلال مقابلة مع الشبكة، بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بينما أكد للمسؤولين الإسرائيليين، أن "عليهم الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وأن عدد الضحايا مرتفع جدًا".