الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين خط أحمر بالنسبة لمصر ولن تقبل به

  • مشاركة :
post-title
الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعالية "تحيا مصر.. استجابة شعب.. تضامنا مع فلسطين"

القاهرة الإخبارية - هبة وهدان

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، إن تهجير الفلسطينيين خط أحمر بالنسبة لمصر، وإنها لن تقبل به ولن تقبل أيضًا بتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في فعالية "تحيا مصر.. استجابة شعب.. تضامنًا مع فلسطين"، التي تعقد في استاد القاهرة الدولي، أن بلاده عازمة على مواجهة الأزمة في غزة ومتمسكة بحقوق شعب فلسطين.

وأكد الرئيس المصري أن معبر رفح لم يغلق أبدًا، وأن بلاده حافظت على فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى غزة، وأنها لن تقبل الإضرار بالأمن القومي لها.

وإلى نص الكلمة..

"إنه لمن دواعي السرور والفخر، أن أتواجد في هذا الجمع الكريم من أبناء مصر، الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية.. جمعتهم مصر والعروبة.. ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدًا وإن سعادتي تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل في جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانًا ونمهد له طريقًا وكما تعاهدنا معًا، بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم، هي الضامن لبقاء مصر، والثابت الذي لا يقبل التغيير.

السيدات والسادة.. شعب مصر الأبي،

تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية، منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنساني اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر، وسيلة لفرض واقع على الأرض، يؤدي إلى تصفية القضية، وتهجير الشعب والاستيلاء على الأرض.. ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ.. بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها.. فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.

ومنذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم في القرار والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كل الأطراف الفاعلة.. وتشكلت خلية إدارة أزمة من كل مؤسسات الدولة المعنية، وتابعت عملها بنفسي وعلى مدار الساعة.

وكان قراري حاسمًا، وهو ذاته قرار مصر - دولة وشعبًا - بأن نكون في طليعة المساندين للأشقاء بفلسطين، وفي ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها، فمصر كُتب تاريخ كفاحها مقرونًا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصري بالدم الفلسطيني على مدار سبعة عقود، وكان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هي الأساس في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق.

شعب مصر العظيم،

لقد بذلت مصر جهودًا صادقة ومكثفة، للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على جميع المستويات: سياسيًا - قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، من أجل الحصول على إقرار دولي بضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. كما كانت مشاركة مصر في القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، إذ اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة.. كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، وأكدنا للجميع الموقف المصري الرافض والحاسم، لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريًا، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظًا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومي لدولنا.. وهنا أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أكدت دعمها للموقف المصري، ورفضها لأي محاولات بهذا الشأن.

وأكدنا ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات، للوصول إلى سلام عادل وشامل، وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها "القدس الشرقية".

وإنسانيًا - كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البري لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر وبلغت المساعدات التي أدخلتها الدولة المصرية إلى قطاع غزة نحو "12" ألف طن، نقلتهم "1300" شاحنة، منهم "8400" طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ 70% من إجمالي المساعدات.

كما خصصنا مطار العريش الدولي، لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالي "158" رحلة جوية، وتكللت الجهود المصرية، المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين، في الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام.. قابلة للتمديد وآمل أن يبدأ تنفيذها في الأيام المقبلة دون تأخير أو تسويف.

شعب مصر الكريم،

أؤكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضي قدمًا في مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وقابضين على أمننا القومي المُقدس نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متخلين بقوة الحكمة وحكمة القوة.. نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس.. وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك.. ولندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق.. مُصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها.. وتحيا مصر.. تحيا فلسطين.