في الوقت الذي يفكر فيه المشرع الأمريكي في واشنطن، في إرسال المزيد من المليارات والمساعدات العسكرية لكييف، يعتقد ما يقرب من نصف الأمريكيين أن بلاده تنفق الكثير من المساعدات والأموال لأوكرانيا، بحسب استطلاع أجراه مركز الصحافة بوكالة أسوشيتدبرس.
هذا التيار المعارض، والذي يقوده الجمهوريون، الرافضين لزيادة المساعدات التي أقرها الرئيس جو بايدن، يرى أن كل تلك المليارات الأولى بها الأولويات المحلية.
ومع ذلك، فقد انخفضت معارضة المساعدات بشكل طفيف عما كانت عليه قبل شهر في استطلاع آخر، حين قال 45% أن الحكومة الأمريكية تنفق الكثير على المساعدات لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا في نوفمبر، مقارنة بـ 52% في أكتوبر.
نفاد التمويل
في مطلع أكتوبر، حذرت وزارة الدفاع "البنتاجون"، الكونجرس، من نفاد التمويل طويل الأجل للجيش الأوكراني من خلال مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية، وكاد يُستَنفَد خط آخر من التمويل، وتوسلت المشرعين لتمرير حزمة مساعدات أخرى قبل أن يضطروا إلى الاختيار بين الخطوط الحمراء للبلاد أو الاستعداد العسكري لأوكرانيا.
ومع ذلك، أزال الجمهوريون في الكونجرس المساعدات لأوكرانيا من مشروع قانون الميزانية المؤقت الذي كان لا بد من تمريره في وقت سابق من هذا الشهر؛ لإبقاء الحكومة الفيدرالية تعمل خلال العام الجديد.
وأشار كثيرون إلى أن تقديم المساعدات الخارجية لإسرائيل وحتى تمويل أمن الحدود المحلية هي استخدامات أكثر حكمة لأموال دافعي الضرائب.
ووجد نفس الاستطلاع الذي أجرته AP-NORC أن العقوبات ضد روسيا هي الأكثر شعبية من بين أربع سياسات لدعم أوكرانيا، والتي يفضلها 63% من المشاركين.
بينما حظي توفير الأسلحة وقبول اللاجئين بموافقة 48%، في حين حظي إرسال الأموال الحكومية مباشرة إلى كييف بموافقة 39% فقط، وطالب فصيل صغير من المشرعين في واشنطن بالمساءلة عن الأموال المرسلة إلى أوكرانيا.
وتأتي خيبة الأمل المتزايدة إزاء دعم الولايات المتحدة لكييف في الوقت الذي أفادت فيه التقارير أن كبار المسؤولين السياسيين الأوكرانيين فقدوا الثقة في زعيمهم، إذ زعم تقرير حديث أن كبار مساعدي الرئيس فولوديمير زيلينسكي يعتبرون اعتقاده بأن أوكرانيا لا تزال قادرة على هزيمة روسيا في ساحة المعركة "وهمًا".
وبينما قال القائد العسكري الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني لصحيفة الإيكونوميست، في وقت سابق من هذا الشهر، إن الصراع وصل إلى "طريق مسدود"، حاولت وسائل الإعلام الأوكرانية تصوير الهجوم المضاد الفاشل في الصيف على أنه عملية نفسية ناجحة للغاية، زاعمة أنها كانت خدعة لإقناع موسكو، أن كييف كانت على شفا الهزيمة.
دعم طويل الأمد
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن زيارة غير معلنة إلى أوكرانيا لطمأنة زيلينسكي بدعم الولايات المتحدة، ووعد "بمواصلة دعم احتياجات أوكرانيا في ساحة المعركة ومتطلبات الدفاع طويلة المدى".
وفي الوقت نفسه، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن استمرار التمويل لأوكرانيا يمثل "أولوية حاسمة" بالنسبة للولايات المتحدة.