الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"المواصي" تضيق على سكانها.. جيش الاحتلال يصعب طريق النازحين من شمال غزة

  • مشاركة :
post-title
النازحون من شمال غزة

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

فرارًا من الموت إلى المجهول، يعيش الفلسطينيون أوقاتًا لا تمر، بين إخلاء قسري ونزوح في ممرات وركام، فرضتها عليهم طائرات جيش الاحتلال، في محاولات شديدة الصعوبة للهروب منها.

"إلى أين تأخذني يا أبي.. إلى جهة الريح يا ولدي"، تتشابه المشاهد، ويعيد الزمن نفسه في تغريبة جديدة تعيد للأذهان ذكرى النكبة الأولى، وإلى الجنوب، يقطع الفلسطينيون، شيوخًا، ونساءً، وأطفالاً، آلاف الخطوات سيرًا عل الأقدام، أو على عربات تجرها الأحصنة، تلك وسيلتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.

خروج من الشمال بلا عودة

خروج بلا عودة، هذا ما يخطط له جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، خلال الهجوم البري في جنوب قطاع غزة، لن يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال المنطقة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش يعتزم إرسال السكان إلى مناطق أخرى داخل الجنوب، وحتى الآن، أعلن الجيش الإسرائيلي منطقة المواصي جنوب قطاع غزة "منطقة آمنة"، التي تبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومترًا وتقع على الشريط الساحلي، ولا يزيد سكانها عن 9 آلاف نسمة.

وطلب الجيش الإسرائيلي مرة أخرى من سكان عدة أحياء في مدينة غزة وجباليا مغادرة منازلهم، حسبما كتب متحدث باسم الجيش على موقع أكس.

وبحسب منظمات الإغاثة، فإن أي تحرك إسرائيلي إلى جنوب القطاع يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني السيئ بالفعل.

1.7 مليون نازح

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن أكثر من 1.7 مليون شخص أصبحوا الآن نازحين داخليًا في قطاع غزة.

ويمثل ذلك ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان الأراضي الفلسطينية، ووفقًا للأمم المتحدة، فر نحو 20 ألف شخص من الشمال باتجاه جنوب قطاع غزة خلال أمس الاثنين فقط.

ولجأ نحو 900 ألف شخص للحماية في المرافق المكتظة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا)، لافتة إلى أنها أبلغت الجيش الإسرائيلي بمواقع مبانيها؛ ومع ذلك، تضرر أكثر من 70 منها جراء القصف.

حصار غزة جريمة حرب 

من جانبه أعرب فولكر تورك، مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن فزعه إزاء التطورات في قطاع غزة، قائلًا: "إن الأحداث التي وقعت خلال الـ48 ساعة الماضية فاقت الخيال".

وقال إن الهجمات على المدارس التي تم تحويلها إلى ملاجئ للطوارئ ستقتل الناس، وتهجير مئات الآلاف إلى جنوب قطاع غزة انتهاك للحماية الأساسية التي يجب منحها للمدنيين بموجب القانون الدولي.

وشدد على أن إجبار الناس على الإخلاء في هذه الظروف، بما في ذلك إلى أماكن مثل المنطقة التي حددتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المواصي، وفي ظل الحصار الكامل، يثير مخاوف جدية بشأن التهجير القسري، الذي يعد جريمة حرب.