الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المستشفى الإندونيسي.. الصمود الأخير لحصار القطاع الصحي في غزة

  • مشاركة :
post-title
المستشفى الإندونيسي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي معركته ضد المرضى الذي استسلموا لجراحهم، وأنّاتهم، من خلال محاصرتهم، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول للمستشفيات التي تواجه قصف مستمرًا واستهدافًا واحدًا تلو الآخر، وكان آخرها مستشفى الإندونيسي.

مجزرة تلو الأخرى، وجريمة يغض عنها العالم الغربي الطرف، في انتهاك واضح للأعراف والمواثيق الدولية، من المستشفى المعمداني، إلى "الشفاء"، حتى صوّب جيش الاحتلال مدفعيته وأسلحته الملطخة بدماء الشهداء ضد مستشفى الإندونيسي.

واستغل جيش الاحتلال الساعات الأولى من فجر الاثنين، لاستهداف المستشفى الإندونيسي شمال مدينة غزة بالرصاص الحي بشكل مباشر، والقذائف المدفعية في محيطه، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

مخاوف من إخلاء قسري

ويخشى الطاقم الطبي والأشخاص الذين لجأوا إلى المستشفى الإندونيسي منذ أسابيع من حصار القوات الإسرائيلية للمستشفى وإخلائه قسرًا، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.

وبحسب الفصائل الفلسطينية، فإن المستشفى يضم أكثر من 650 مريضًا بينما طاقته الاستيعابية 140 سريرًا فقط، وهو ما ينذر بوضع كارثي، يعيد سيناريو مستشفى الشفاء.

وأعلن متحدث الصحة الفلسطينية د.أشرف القدرة، خروج المستشفى الإندونيسي تمامًا عن الخدمة، بحسب "القاهرة الإخبارية".

وأضاف أن مستشفى كمال عدوان استقبل 100 شهيد خلال الساعات الأخيرة، رغم أنه فقد ما لديه من وقود، مؤكدًا أن عددًا قليلًا من سيارات الإسعاف لا يزال يعمل في قطاع غزة، وما يفرض الحاجة لخروج الجرحى من قطاع غزة.

وقبل نحو أسبوع اقتحم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء، في جريمة إنسانية وإجبار المرضى والجرحى واللاجئين على مغادرة المستشفى، وتخشى وزارة الصحة الفلسطينية من تكرار سيناريو مجمع الشفاء الطبي في المستشفى الإندونيسي.

حصار بالرصاص الحي

وأطلق جيش الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر على المستشفى الإندونيسي الذي يعج بالجرحى، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال محيط المستشفى بشكل عنيف، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة بينهم طبيب، إضافة إلى قصف محيط مستشفى العودة في شمال القطاع أيضا، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.

اتهامات مزعومة

وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، الفصائل الفلسطينية باستخدام مستشفيات غزة وتحديدًا مستشفى الشفاء كمراكز قيادة، وهو ما نفته الفصائل في أكثر من مناسبة، مؤكدة أنها روايات كاذبة لإسرائيل، بحسب صحيفة "إيه بي سي" نيوز الأمريكية.

الرد الإندونيسي

وسارعت الخارجية الإندونيسية بالرد على الهجوم على المستشفى الإندونيسي، مؤكدة إدانتها بأشد العبارات للهجوم الإسرائيلي على المستشفى.

كما أن إندونيسيا، قد نفت قبل نحو أسبوعين، الادعاءات الإسرائيلية بأن المستشفى -الممول بتبرعات إندونيسية- يقع فوق أنفاق تديرها المقاومة الفلسطينية، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

وقالت وزارة الخارجية الإندونيسية إن المستشفى الإندونيسي في غزة هو منشأة بناها الإندونيسيون حصرًا للأغراض الإنسانية ولتلبية الاحتياجات الطبية للسكان الفلسطينيين في غزة.

تدهور القطاع الصحي

وإجمالا يعاني الوضع الصحي في قطاع غزة تدهورًا شديدًا جرّاء العدوان الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي، إذ أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن 34% من مستشفيات غزة لا تعمل، و65% من مراكز الرعاية الصحية الأولية مغلقة.

كما تم إغلاق 28 من أصل 35 مستشفى، وهي المستشفى الدولي للعيون، مستشفى دار السلام، مستشفى اليمن السعيد، مستشفى الطب النفسي، مستشفى بيت حانون، مستشفى الدرة للأطفال، مستشفى حمد لإعادة التأهيل، مستشفى الكرامة، مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية.

كما توقف 46 مركز رعاية صحية من أصل 72 عن العمل جراء القصف ونفاد الوقود، كما أشارت إلى أن الاحتلال طالب 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).

وأشارت وزارة الصحة إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات والكوادر اللازمة لعلاج الأعداد الكبيرة من الجرحى، إضافة للانخفاض الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، حيث يتم إجراء عمليات جراحية بدون تخدير وعلى ضوء الهواتف.