الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أربع ساعات من المحادثات.. "بايدن" و"شي" يحاولان رسم عالم يسع قوتين عظميين

  • مشاركة :
post-title
لقاء الرئيس الصين شي جين بينج ونظيره الأمريكي جو بايدن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يعد الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج، على هامش قمة أبيك بولاية سان فرانسيسكو، فرصة مهمة لتطوير العلاقات الثنائية بين القوتين العظميين، اللتان مرتا بفترة من عدم الاستقرار والتوترات العميقة خلال السنوات الأخيرة.

وسعى الطرفان خلال هذا الاجتماع الاستراتيجي الذي استمر أربع ساعات إلى إعادة بناء الثقة، وتطوير أسس التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل تغيّر المناخ والتكنولوجيا الناشئة، والأهم استئناف الاتصالات العسكرية بين الجيشين، في ظل تعقيدات المنافسة بينهما على الصعيدين الاقتصادي والجيوسياسي.

أشار موقع "أكسيوس" إلى أن هذا الاجتماع، وهو الأول بين الزعيمين منذ عام، يساعد في الدخول في فترة من العلاقات الأمريكية الصينية الأكثر استقرارًا بعد سنوات من التوترات العميقة التي أدت إلى وصول العلاقات الثنائية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

وصف بايدن مناقشته مع شي بأنها "من أكثر المناقشات البناءة والمثمرة التي أجريناها"، وقال: "لقد بنينا على الأساس" الذي تم وضعه خلال الأشهر القليلة الماضية من "الدبلوماسية رفيعة المستوى بين فرقنا، لقد أحرزنا تقدمًا مهمًا".

ووصف بايدن الاتفاق على استئناف الاتصالات العسكرية بين الجيشين بأنه "بالغ الأهمية"، وقال إن عدم وجود مثل هذه العلاقات العسكرية هو "سبب حدوث الحوادث".

وأضاف أن "الحسابات الخاطئة من أي من الجانبين يمكن أن تسبب مشكلات حقيقية".

وفي بداية الاجتماع، قال شي لبايدن إنه "لا يزال يرى أن المنافسة بين الدول الكبرى ليست الاتجاه السائد في العصر الحالي، ولا يمكنها حل المشكلات التي تواجه الصين والولايات المتحدة أو العالم بأسره".

وأضاف أن "كوكب الأرض كبير بما يكفي لنجاح البلدين، ونجاح إحدى الدولتين يمثل فرصة للأخرى".

وعقب الاجتماع، قال شي إن الولايات المتحدة والصين يجب أن تبنيا علاقتهما على خمس ركائز: احترام بعضهما البعض، وإدارة خلافاتهما، والتعاون في مجالات مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي، و"تحمل المسؤوليات بشكل مشترك كدولتين رئيسيتين"، وتعزيز العلاقات بين الشعوب.

غير أن الزعيم الصيني أشار إلى قضية شائكة عندما دعا نظيره الأمريكي إلى تجنب دعم "استقلال تايوان" ووقف مبيعات الأسلحة لها، وقال إن ضوابط التصدير الأمريكية على التكنولوجيات الناشئة "تضر بشدة بالمصالح المشروعة للصين".

وقال شي إن الاتصالات بين الولايات المتحدة والصين عبر محادثات تنسيق السياسات الدفاعية والاتفاقية التشاورية العسكرية البحرية ستستأنف.

وتحدث الزعيمان أيضًا عن الحرب في غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، وحظر الصين لخروج المواطنين الأمريكيين.

جاء الاجتماع بعد أشهر من الدبلوماسية المكثفة، إذ أرسلت إدارة بايدن ثلاثة مسؤولين في مجلس الوزراء إلى بكين، وزيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي الأخيرة إلى واشنطن.

كانت العلاقات الثنائية تدهورت بعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، تايوان، في الصيف الماضي، واعتبرت بكين الزيارة بمثابة استفزاز خطير وأوقفت قنوات متعددة للاتصال والتعاون مع الولايات المتحدة.

إلا إن العلاقات بدت في طريقها للتحسن بعد أن التقى بايدن مع شي على هامش قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا في نوفمبر الماضي، لكنها تراجعت مرة أخرى بعد أن أسقطت الولايات المتحدة بالون تجسس صيني حلق فوق الولايات المتحدة القارية.