الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوجاع غزة بالجملة.. أحمد يفيق من غيبوبة القصف محروما من أبويه وقدميه

  • مشاركة :
post-title
الطفل أحمد يبكي والديه وساقيه ووطنه

القاهرة الإخبارية - هبة وهدان

قد تتوالى المصائب والمحن على المرء، فلا يصحو من مصيبة إلا والأخرى متشبثة بها.. تلك المقولة لأبي الطيب المتنبي ربما تجسد حياة الطفل الفلسطيني أحمد شبت، الذي فقد أبويه وساقيه بين ليلة وضحاها، ففي غزة المحاصرة لا تأتي الأوجاع فرادى بل بالجملة.

فوسط أطفال غزة الذين لا حول لهم ولا قوة داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح الفلسطينية، استيقظ أحمد صاحب الـ4 أعوام بعد أن قصف الاحتلال منزله في بلدة بيت حانون، يتساءل عن والديه "وين أبويا وين أمي"، فهما آخر من وقع نظره عليهما قبل أن يفقد وعيه، إلا أن سؤاله لم يجد إجابة، وظل الصغير حائرًا للحظات حتى قرر أن ينهض للبحث عنهما، ليكتشف أن ساقيه لا تحملانه فيتحسسهما ليجدهما قد فارقتا جسده.

لم تكن الطامة الكبرى بأن فقد "أحمد" ساقيه في عز احتياجه لهما، بل إن سنديه في الدنيا "والديه" فقدهما أيضًا تحت رماد القصف الإسرائيلي ليصبح يتيم الأبوين مبتور الساقين.

الطفل أحمد

وسط ضحكات الطفل مع من يحاولون طمأنته داخل المستشفى، يباغت وجهه تجهم، فربما تسلل له الخوف فجأة، فكيف إذا أخذ بيده وحاول أن يعتمد على نفسه! فمن سيراعي شقيقه الأصغر البالغ من العمر عامين، وكيف سيقومان بتلك المهمة بدون أب وأم وساقين.

17 فردًا رحلوا شهداء من أسرة "أحمد"، الذي قذف به الاحتلال إلى منزل مجاور، واليوم استقبلته هو وشقيقه أسرة من أقاربه في منزلهم بمخيم النصيرات للاجئين، في جزء آخر من القطاع جنوبي مدينة غزة، قبل أن يتعرضوا لضربة إسرائيلية أخرى، حاملًا معه تساؤلات عدة قد يجيب عليها الزمن لعل أبرزها ماذا فعل ليُسلب منه أبواه وساقاه ومنزله ووطنه.