الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين التبرير والادعاءات الإسرائيلية.. كارثة قتل المرضى بـ"مجمع الشفاء"

  • مشاركة :
post-title
الأطفال في مستشفى الشفاء

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

جثث مُتحللة، وكلاب تنهش الأجساد التي لم يتمكن أحد حتى من دفنها، المرضى يواجهون الموت المحتم، قصف من كل الجوانب، وعدوان يستهدفهم عمدًا، كارثة حلت بمجمع الشفاء الطبي بغزة، يبررها الاحتلال الإسرائيلي لنفسه، بل ويتهم المقاومة الفلسطينية بالتسبب فيها.

قبل ساعات أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية، ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية أمس من خروج مستشفى الشفاء في غزة عن الخدمة، بعد نفاد الوقود وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي للمستشفى منذ يوم الجمعة الماضي.

وفي تصريح مفاجئ، وفي ظل الكارثة الإنسانية، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، ليقول إنه تحدث مع المسؤولين في مستشفى الشفاء لتقديم المساعدة لنقل المرضى والجرحى بأمان.

وقال "نحن جاهز للمساعدة في إجلاء عشرات الأطفال، الذين يتلقون العلاج في المستشفى إلى مستشفى آخر، رغم أن هجمات الاحتلال تسببت في خروج 22 مستشفى عن الخدمة، إلى جانب 49 مركزًا صحيًا واستهداف 53 سيارة إسعاف".

وعن أزمة الوقود، قال إن الجيش الإسرائيلي، ترك 300 لتر وقود بالقرب من المستشفى طوال الليل، لكن حماس "منعت المستشفى وضغطت عليه حتى لا يتسلم الوقود"، وهو ما نفته حماس، فيما قال رئيس قسم الجراحة بالمستشفى لـ "بي بي سي"، إن هذه الكمية التي تحدث عنها جيش الاحتلال تكفي فقط لنصف ساعة.

بداية الأزمة

بدأت أزمة مستشفى الشفاء، مع عملية "السيوف الحديدية"، التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، ردًا على طوفان الأقصى، بعد اتهام جيش الاحتلال للمقاومة بالتحصن أسفل المستشفى، والزعم بأن هناك منشأة للقيادة العسكرية ومخزنًا للأسلحة تحت المستشفى، وهو ما نفته حماس مرارًا، وقالت إنه تمهيد من الاحتلال لارتكاب مجزرة جديدة.

عرض المتحدث باسم جيش الاحتلال، جوناثون كونريكوس، صورًا للأنفاق والمخازن التي ادعى أنها تحت مستشفى الشفاء، مطالبًا بسرعة إخلائه من المدنيين الذين لجأوا إليه ومن المرضى، الذين رفضوا التحرك لعدم وجود أي بديل يذهبون إليه.

أيضا اتهم دانيال هاجاري، المقاومة بشن الهجمات من المستشفيات، وخاصة مستشفى الشفاء، وقال إن الاحتلال لديه أدلة ملموسة على أن المستشفى مقر عمليات، وأن هناك عدة أنفاق تسمح للمقاومة بالدخول والخروج منه.

طبيب ينفي

وخرج رئيس قسم الجراحة بمستشفى الشفاء، ليؤكد أنه لا يوجد مسلح واحد داخل المستشفى، ووصف ادعاء إسرائيل بأنه "كذبة كبيرة"، ووجه دعوة مفتوحة للمجتمع الدولي وحتى لإسرائيل، الموجودة على مقربة من المستشفى بالدخول لترى، وتساءل: "لماذا لا تدخل مستشفى الشفاء وترى؟".

وأكد أن المستشفى يضم مدنيين ومرضى ونازحين فقط، ولا شيء آخر.

2300 شخص في المستشفى

في آخر تحديث لوزارة الصحة في غزة، قالت إن هناك ما لا يقل عن 2300 شخص ما زالوا داخل المستشفى.

وقدمت الوزارة الأرقام إلى منظمة الصحة العالمية، إذ يضم المستشفى 650 مريضًا، ونحو 500 عامل صحي، ونحو 1500 نازح.

وكررت منظمة الصحة العالمية دعوتها إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، و"الحماية الفعالية للمدنيين والرعاية الصحية"، مؤكدة أن نقص المياه والغذاء يعرض حياة الناس للخطر.

خروج المستشفيات عن الخدمة

وكشفت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أنه تم إخراج المرضى بقوة من مستشفى الرنتيسي والنصر، إلى جانب خروج مستشفى الشفاء ومستشفى القدس عن الخدمة.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن الجثث مكدسة في مستشفى "الشفاء"، وأمامه ولا تجد من يدفنها، مؤكدًا أن جيش الاحتلال يطلق النار باتجاه أي جسم متحرك في محيط المستشفى.

وقال محمد زقوت، مدير مستشفيات قطاع غزة، إن الإخلاء القسري لمستشفيي النصر والرنتيسي للأطفال أخرج المرضى للشوارع بدون رعاية طبية، مؤكدًا فقدان الاتصال تمامًا بالكادر الطبي بهما.

وطالب "زقوت" بالتحرك لإنقاذ الأطفال في الحضانات؛ لأن الوقت ينفد لإنقاذ أرواحهم.

معلومات عن مستشفى الشفاء

تأسس مستشفى الشفاء قبل إسرائيل، عام 1946، وخضع للسلطات الإسرائيلية بعد عام 1967 بعد احتلال القطاع، ثم تسلمته السلطة الفلسطينية، بعد اتفاق أوسلو.

كان المجمع يضم 3 مستشفيات "الجراحة، والأمراض الباطنية، والنساء والتوليد (الذي يضم قسم حضانة للأطفال الخدج)، فضلًا عن قسم الطوارئ والعناية المركزة والأشعة وبنك الدم".

استمرار الوفيات

وقال نائب وزير الصحة في غزة يوسف أبو الريش، إن خمسة أطفال رضع و7 مرضى في العناية المركزة، توفوا نتيجة انقطاع الكهرباء، متوقعًا تضاعف هذا العدد حتى الصباح.

وأعلن المستشفى في وقت سابق، أن 39 طفلًا رضيعًا لا يزالون فيه وأن الممرضين لجأوا إلى التنفس الصناعي اليدوي، في محاولة لإبقائهم على قيد الحياة.