أبدى المشاركون في القمة السعودية الإفريقية، التي استضافتها العاصمة الرياض، اليوم الجمعة، قلقهم حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وشدّدوا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكدوا، في البيان الختامي للقمة، على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية.
وشددوا على ضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة خاصةً وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ودعم جهودها في هذا الشأن.
كما أكد المجتمعون على ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للنزاع المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي، وأهمية تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي؛ وفقًا لمبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
منعطف تاريخي
وأشار البيان إلى توافق في وجهات النظر والرؤى وللمضي قدمًا حيال عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، إذ أكد المجتمعون أن القمة تمثل منعطفًا تاريخيًا هامًا في علاقات الدول الإفريقية مع المملكة العربية السعودية، وأنها ستفتح آفاقًا أرحب لمستقبل العلاقات بينهم وتطويرها في كل المجالات.
وجددوا الالتزام بتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والمملكة على أساس الشراكة الاستراتيجية والمصالح المشتركة والروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية، وأشاد قادة الدول الإفريقية بدعم وتأييد المملكة العربية السعودية المبكر لانضمام الاتحاد الإفريقي عضوًا دائمًا في مجموعة العشرين.
وأشار البيان الختامي إلى عزم المشاركين في القمة تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية، والتأكيد على توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق فيما بين دولهم، وتعزيز العمل في مجال نشر ثقافة الاعتدال والتسامح وتحقيق الأمن والسلام ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب.
كما أكدوا ضرورة تكثيف التعاون في مجال الأمن البحري كأحد عوامل الاستقرار والتنمية للدول، وبما يسهم في تعزيز وسلامة البيئة البحرية والعمل المشترك لمكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والمؤثرات العقلية وغسيل الأموال وشبكات التهريب الدولية، ومعالجة وضع اللاجئين والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وقرصنة السفن، بما يكفل مساهمة ذلك في تنمية واستقرار الدول الإفريقية، ومكافحة الجرائم العابرة للحدود بكافة أشكالها،
وأشاد قادة الدول الإفريقية بمستوى العلاقات التجارية بين المملكة ودول القارة الإفريقية، وأكدوا أهمية استمرار بذل الجهود لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وتشجيع الاستثمارات المشتركة من خلال تنويع التجارة البينية، وتعزيز العلاقات بين المؤسسات الاقتصادية في الجانبين، مشيرين إلى المقومات الاقتصادية المتنوعة لدى المملكة والقارة الإفريقية.
واتفق القادة على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في قطاعي الصناعة والتعدين، وزيادة الصادرات غير النفطية.
وأكدوا أهمية التعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك بين المملكة والدول الإفريقية لتحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من الموارد البشرية، وسلاسل الإمداد العالمية.
كما نوه القادة بأهمية تعزيز التعايش الحضاري والتسامح الإنساني بين المملكة العربية السعودية ودول القارة الإفريقية، ودعوا إلى تعزيز التعاون الثقافي بينهما في كل المجالات.
وأكد قادة الدول الإفريقية دعمهم لترشح المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، وبذل كافة الجهود لدعم هذا الترشح.
وأقر القادة توصيات القمة بشأن تشكيل مجموعات العمل الأربع (مجموعة الشأن السياسي والأمني والعسكري ومحاربة التطرف والإرهاب، ومجموعة الشأن الاقتصادي والتنموي والتجاري والاستثماري، ومجموعة الشأن الثقافي والتعليمي والتواصل الحضاري، ومجموعة الشأن الإنساني والصحي) وأن تعقد أعمالها خلال ستة أشهر من انتهاء القمة لمتابعة مخرجاتها.