الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كلمة السر "صلاة الفجر".. كواليس التنفيذ الدقيق لعملية طوفان الأقصى

  • مشاركة :
post-title
تدمير دبابة إسرائيلية خلال عملية طوفان الأقصى

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

سلط تقرير حصري لصحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على اللحظات الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر الماضي، ضد أهداف في إسرائيل.

واستندت الصحيفة البريطانية إلى مصادر مختلفة، منها اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين وخبراء، لترسم تفاصيل تخطيط الفصائل للهجوم، وكيفية تمرير أوامره بسرية تامة حتى اللحظات الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أن الأوامر الأولى صدرت قبل الساعة الرابعة صباحًا، حين سرت كلمة السر أنه "يجب على أي شخص كان يحضر الدورات التدريبية العادية ولم يكن يخطط لحضور صلاة الفجر في مساجده المعتادة أن يذهب للصلاة".

وبعد ساعة، عندما بدأت الضوء يشرق على غزة وبدأت التجمعات تتفرق، صدرت تعليمات جديدة، كانت هذه أيضًا واضحة ومباشرة وتم تمريرها بشكل أساسي عن طريق الكلام الشفهي: "أحضر أسلحتك وأي ذخيرة لديك وقم بتجميعها في معالم محددة".

ولكن حتى الآن لم يتم إخبار أحد بما كان على وشك الحدوث، فعملية "طوفان الأقصى" العملية الأكثر طموحا التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية منذ سيطرتها على غزة في عام 2007، كانت لا تزال سرًا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه تمت صياغة الخطة من قبل بعض قادة فصائل المقاومة الفلسطينية المخضرمين، وكانت لا تزال غير معروفة للرجال، ولم يكن الأمر معروفًا أيضًا لأجهزة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية التي تتباهى بالمعرفة كثيرًا.

أوامر شفهية

كان القرار بتمرير التعليمات شفهيًا إلى الآلاف من مقاتلي الفصائل المنتشرين بين سكان غزة -البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة- هو الأحدث في سلسلة من الإجراءات المصممة لخداع أحد أقوى أنظمة المراقبة في العالم، وإخفاء أي خبر عمّا قد يحدث من شبكة عن الجواسيس.

وانتشرت التعليمات في جميع أنحاء غزة بشكل متسلسل، أُعطيت أولاً لقادة "الكتائب" المكونة من مئة أو أكثر، ثم لقادة الفصائل المكونة من 20 أو 30، الذين أخبروا قادة الفرق على رأس العشرات، الذين مرروا الرسالة للكتائب ثم إلى الأصدقاء والجيران والأقارب، الذين انضموا إليهم في التدريبات، التي تقام مرتين أسبوعيًا في عشرات المواقع بالقطاع.

فقط عندما تجمع الرجال تم توزيع ذخيرة إضافية وأسلحة أكثر قوة، وقد تدرب العديد منهم على مثل هذه الأسلحة خلال الأشهر السابقة وأعادوها بعد كل درس، وسرعان ما كانوا يحملون قنابل يدوية وقذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة وبنادق قنص ومتفجرات.

ساعة الصفر

ونوهت الصحيفة بأن الأوامر النهائية صدرت عند الساعة السادسة صباحًا بوجوب اندفاع كل الرجال عبر الفجوات التي سيتم تفجيرها أو تحطيمها في السياج المحيط بغزة، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، ويهاجمون الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر.

كان أحد العوامل هو العدد الهائل الذي جاء عبر السياج، إذ تقول بعض المصادر إن ما يصل إلى 3000 شخص، بما في ذلك أعضاء من حركات فلسطينية أخرى مستقلة لم تكن على علم بالخطة، ولم يتم إخباره مسبقًا بالهجمات، حسبما ذكرت المصادر، لكنهم انضموا إلى الهجوم بمجرد علمهم بخرق السياج، كما تدفق المدنيون من غزة وسط الفوضى العامة، شجعتهم الاستجابة البطيئة لقوات الأمن الإسرائيلية.

خطة محكمة لتوزيع المهام

تم إعطاء كل وحدة هدفًا منفصلاً: قاعدة عسكرية، أو مستوطنة، أو طريق، أو بلدة. وتزعم المصادر أن أوامرهما كانت في كثير من الأحيان مصحوبة بخرائط توضح تفاصيل الدفاعات والمواقع الرئيسية داخل أهدافهم، بالاعتماد على معلومات مستمدة من المتعاطفين العاملين في إسرائيل، ويُعتقد أن الحفل الراقص لم يكن من بين الأهداف الأولية.

تم إعطاء عدة مهام لوحدات مختلفة، إذ صدرت الأوامر للمجموعة الأولى بمهاجمة القواعد العسكرية الإسرائيلية، التي تعاني من نقص الأفراد وغير المجهزة حول غزة.

وصدرت أوامر لوحدات أخرى بالدفاع عن مواقعها ضد القوات العسكرية الإسرائيلية عندما تأتي، وغالبًا ما يتم ذلك بنصب كمائن على الطرق الرئيسية، وقالت المصادر إن هذه لم تكن مهمة انتحارية، لأن مقتل المهاجمين لم يكن جزءًا لا يتجزأ من العملية.

تم تفصيل مجموعة ثالثة من الوحدات مع الاستيلاء على أكبر عدد ممكن من الرهائن وإحضارهم إلى الفجوات الموجودة في السياج، حيث كانت تنتظرهم فرق مخصصة لأخذ الرهائن إلى مجمع الأنفاق الضخم تحت غزة، ويُعتقد أن هذا هو المكان الذي يُحتجز فيه أكثر من 240 شخصًا.

وقال مصدر مقرب من المقاومة الفلسطينية لرويترز الشهر الماضي: "دائرة ضيقة للغاية هي التي كانت على علم بالعملية".

خطة خداع

وقال مسؤولون في المقاومة الفلسطينية إن التخطيط للهجوم بدأ قبل عامين، بعد مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وتقول مصادر إسرائيلية إن الجدول الزمني للأعداد لهذه العملية كان أقصر.

الهجوم فاجأ الجميع

وقال العديد من الخبراء إن فصائل المقاومة فوجئت بنجاح العملية، وقال مسؤولون إسرائيليون إن الرد البطيء للقوات مكّن بعض الوحدات من القيام برحلات متعددة إلى إسرائيل من غزة لأخذ المزيد من الرهائن. كما قام بعض المدنيين الذين عبروا الحدود إلى إسرائيل باحتجاز أسرى، مما أدى إلى تعقيد جهود الإنقاذ والمفاوضات الحالية، وفقًا لمصادر إسرائيلية.

قامت فصائل المقاومة بتزويد المهاجمين بكاميرات GoPro لالتقاط صور للهجوم.