ـ موقف مصر مشرف من القضية الفلسطينية ولن نترك بلدنا
ـ "رسالة لغزة" وثقت مشاهد حقيقية وتنقل حلم أطفال القطاع بالعيش في سلام
لم تكن "رسالة لغزة" مجرد أغنية قُدمت عن القضية الفلسطينية، لكنها واقع جسده عدد من أطفال غزة الذين عاصروا الحرب وكانوا شهود عيان رووا حكايتهم التي سيخلدها الزمن في مقاومة الاحتلال، فكانوا صوت الحق الحالم بممارسة حياته الطبيعية بعيدًا عن ظلم وقمع الكيان الصهيوني.
رسالة غزة
حققت الأغنية التي لحنها الفنان والموسيقار الفلسطيني سهيل خوري -الذي يشغل حاليًا منصب مدير معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى- صدى كبيرًا وغناها طلابه في غزة، وعبّرت بصدق عن رغبة مُلحة لدى سكان القطاع في العيش بسلام بعيدًا عن الحرب والدمار فنقلت نبض الشعب الفلسطيني ككل.
مشاهد حقيقية
قدرة الفن على تخطي الحواجز ونسج رسائل للعالم من واقع يعيشه الكثير من أبناء وطنه كان دافعًا أمام "سهيل" المهموم بقضايا بلده، للتعبير عما يحدث فيها من خلال أعماله المختلفة، إذ يقول في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية": "وثقت مشاهد حقيقية من الحياة في غزة، من خلال أغنية "رسائل لغزة"، التي قُدمت عقب انتهاء الحرب عام 2014، ورغم مرور سنوات عليها إلا إنها تصلح لإعادة تقديمها حاليًا، فهي تعبر عن الواقع الذي نعيشه الآن من دمار وقتل ومقاومة، وتبعث برسالة قوية مفادها أن الإنسان الفلسطيني من حقه أن يعيش ويمارس حياته بشكل طبيعي، كما أن كل الأماكن والشخصيات التي ظهرت بالفيديو حقيقية".
لن نترك قضيتنا
وأضاف: "غزة علمتنا الصمود والمقاومة وأن الحديد لا يُفل إلا بالحديد، فهي قضيتنا الإنسانية التي ينبغي أن نحافظ عليها ولا نتركها فريسة للاحتلال، لكنني أشعر بالشلل أمام كل المجازر التي تُرتكب من الكيان الصهيوني المحتل ضد أهلنا في غزة، وأقف عاجزًا أمام وقف هذه المذبحة الإنسانية التي ترتكب على مرأى ومسمع من العالم كافة".
أسير يكتب عن استشهاد شقيقه
لم تكن الأغاني التي قُدمت عن القضية الفلسطينية مجرد كلمات عابرة، بل نُسجت من قصص إنسانية عاشها أبطالها، إذ كتب أسير فلسطيني حُكم عليه بالمؤبد في سجون الكيان الصهيوني كلمات أغنية شديدة الحزن وتحمل مرارة الفقد، عقب استشهاد شقيقه في نابلس على يد جنود الاحتلال، فيقول سهيل: "تلقيت الكثير من الكلمات لأغانٍ تُعبر عما نعيشه، وكان من بينها أغنية كتبها أسير فلسطيني، وطلب مني تقديمها وبالفعل ألفت موسيقاها، وفي انتظار هدوء الأوضاع لتسجيلها، إذ نعاني حاليًا تقييدات أمنية كبيرة من جانب قوات الاحتلال".
"لا تقترب أكثر".. هكذا سميت الأغنية قبل أن يُغيرها الأسير الفلسطيني، لتحمل اسم الشهيد "نور"، ليُخلد اسمه وذكراه في عمل فني ستردده الأجيال جيلًا بعد جيل.
الموسيقى الملاذ
لن يستطيع الحزن إحباط عزيمة سهيل خوري، الذي يحاول بكل طاقته أن يجدد الأمل في نفوس طلابه وتلاميذه من خلال الموسيقى، قائلًا: "لن نيأس، فالموسيقى هي الملاذ الآن لكل الطلاب للخروج من هذا الوضع السيئ وأحاول إعطاءهم الأمل للتعامل مع القضايا الإنسانية بعد شهر كامل من الدمار والخراب من جانب الكيان الصهيوني المحتل، ونرسل رسالة أننا مستمرون ولن نتوقف أو نركع كما يريد الاحتلال".
بعد فقد عدد كبير من الأشخاص وظائفهم ومصادر دخلهم في فلسطين وتحديدًا في قطاع غزة، ومن بينهم الموسيقيون المستقلون الذين لا يمتلكون وظائف ثابتة، أطلق سهيل مبادرة إنسانية للوقوف بجانبهم، من خلال حملة لجمع التبرع لهم لشراء احتياجاتهم اليومية.
دعم مصر
أشاد سهيل بموقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة وحتى الآن: "مصر موقفها مشرف من القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة وحتى الآن، وطول الوقت تقف مع الشعب الفلسطيني، فكثير منهم يموتون جوعًا وعطشا يوميًا، بسبب القيود التي فرضها الاحتلال من حصار ودمار على سكان القطاع".
وتنتشر فروع معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، الذي يتولى رئاسته سهيل خوري، في عدد من المدن، كما يقوم برسالته في تعليم الكثير من الطلاب الفن والغناء والموسيقى، ويقول مديره: يمتلك المعهد 6 فروع في المدن المختلفة بفلسطين هي، "غزة، نابلس، القدس، بيت لحم، وغيرها"، لكن بعضها توقف بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والبعض الآخر على الإنترنت".