الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

آلام أطفال غزة فوق الأنقاض.. حرب موحشة ومأساة لن تنزح من الذاكرة

  • مشاركة :
post-title
أطفال غزة يعانون من القصف الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - نورا سمير

في ظل حرب موحشة تستعر يوميًا، يعيش أطفال فلسطين في أوجاع لا نزوح منها، يتجولون بين الأنقاض بدموع تبحث عن ذويهم تحتها، ويشاهدون بأعينهم القصف المتواصل لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لتختزن ذاكرتهم هذه المشاهدة المضافة إلى أخرى عاشها من سبقهم، إذ ليست هذه المرة الأولى التي يتأذى فيها الأطفال بسبب ما يشاهدونه يوميًا من أحداث حرب عنيفة، تؤدي حتمًا إلى صدمات نفسية كبيرة تترسخ في عقولهم.

أطفال غزة يختبرون يوميًا مشاعر مؤلمة، بين فقدان الآباء والأشقاء والعائلات والأصدقاء، ولا يزال التصعيد العنيف للحرب يخلف آثارًا مدمرة ويُزهِق أرواحًا أكثر، بل وصل الضرر أيضًا الى قصف مدارسهم، في محاولة لتدمير مستقبلهم أمام أعينهم، وأصبحت الفصول تحت الركام وتحولت أفنية المدارس التي كانوا يلعبون فيها إلى مقابر للشهداء من عائلاتهم وأصدقائهم.

فناء المدرسة الذي تدمر، لم يمنع الطفل من اللعب رغم الدمار من حوله، فهو بطبيعته يتمتع بخيال صعب ويأخذ من واقعه ليصيغ به لعبه المختلفة، لتنتشر حاليًا بين أطفال فلسطين "لعبة الشهيد"، وحسبما يظهر في فيديو تناقلته منصات التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة أطفال يحملون آخر ويرددون هذه الجملة، فهؤلاء الأطفال يسيرون كل يوم على طريق الموت، إذ يمثل عدد الأطفال في غزة نصف السكان البالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة، يتعرضون لقصف وحشي من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن.

أطفال غزة

يخلد الصراع في فلسطين حاليا آثارًا وضغوط نفسية على الأطفال، الأمر الذي تحذر منه منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إذ أصدرت عدة تقارير حول معاناة الأطفال وخوفهم من النوم بسبب ضجيج أصوات القذائف ونيران جيش الاحتلال فوق رؤوسهم، بالإضافة إلى خوفهم من الظلام.

مشاهد الدمار التي تسيطر على غزة وجثث الشهداء، لا يتحمله المشاهد العادي أمام شاشة التليفزيون، فكيف لطفل أن يستوعبه وهو يشاهده بعينيه في ظل واقع يعيشه يوميًا، الأمر الذي أوضح خطورته سليم عويس، مسؤول الإعلام لمكتب اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فيديو بثّه على موقع المنظمة، قال فيه إن "الأطفال في غزة يقتلون ويصابون ومن يعيش منهم يرى واقعًا مروعًا".

كما أكدت "يونيسف"، أن معدل الوفيات والإصابات بين أطفال غزة صادم، وأن الوضع في قطاع غزة يشكل وصمة عار متزايدة على ضميرنا الجماعي، وشددت أديل خضر المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن قتل الأطفال والهجمات على المستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال.

أطفال غزة

الصدمة النفسية التي تصيب أطفال فلسطين كانت محور حديث الناطق باسم "يونيسف" جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي، في وقت سابق، حذر فيه من تداعيات هذه الصدمة على الأطفال في المستقبل، منوها بأن التكلفة على الأطفال ومجتمعاتهم ستتحملها الأجيال القادمة، بل أنه قبل الحرب على غزة تم تحديد أكثر من 800 ألف طفل في القطاع بحاجة إلى الدعم الصحي النفسي والدعم النفسي الاجتماعي.

أطفال غزة الآن منهم من استُشهد وآخرون مفقودون تحت ركام المباني، ومنهم من فقد عضوًا من جسده، وخلال الأيام الماضية، شهد قطاع غزة خسائر بين أرواح الأطفال، إذ ارتفع عدد الشهداء إلى نحو 10 آلاف، بينهم 3900 طفلا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، بسبب الهجمات العنيفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع.

"تأثير الحرب على الأطفال هو مسؤولية الجميع، ويجب أن يكون مبعث قلق للجميع"، هكذا حذرت الموزمبيقية جراسا ماشيل صاحبة الجهود الدولية البارزة في حماية حقوق المرأة والطفل، في دراسة نشرتها قبل نحو 27 عامًا حول تأثير الصراعات المسلحة على الأطفال، قدمتها إلى الجمعية العامة للأم المتحدة حثّت فيها المجتمع الدولي على ضرورة حماية الأطفال من دمار الحروب باتخاذ إجراءات حاسمة.

أطفال غزة