ثمة اشتباك جديد مقبل بين غرفتي الكونجرس الأمريكي "النواب والشيوخ"، بسبب مشروع القانون الذي طرحه مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، وينص على تقسيم الأموال المخصصة للمجهود الحربي الإسرائيلي من المساعدات إلى أوكرانيا وربطها بتخفيضات الإنفاق.
وطرح الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي، أول أمس الإثنين، خطة لتقديم مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل، عن طريق خفض التمويل المخصص لدائرة الإيرادات الداخلية، ما يشعل مواجهة مع الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ.
وفي واحد من أول الإجراءات السياسية الكبيرة بعد تولي مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الجديد، منصبه، كشف الجمهوريون عن مشروع قانون إنفاق إضافي منفصل لإسرائيل فقط، على الرغم من طلب الرئيس الديمقراطي جو بايدن، حزمة بـ106 مليارات دولار تشمل مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا ومبالغ مخصصة لأمن الحدود.
وكان جونسون، الذي صوّت ضد مساعدات لأوكرانيا قبل انتخابه رئيسًا لمجلس النواب، الأسبوع الماضي، قال إنه "يريد التعامل مع المساعدات المقدمة لإسرائيل وأوكرانيا كل على حده"، بحسب "رويترز".
وقال جونسون، إن "تعزيز الدعم لإسرائيل يجب أن يتصدر أجندة الأمن القومي الأمريكي" في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الفصائل في مستوطنات غزة، 7 أكتوبر المنصرم.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يضع مشروع القانون الذي طرحه جونسون، مجلس النواب على مسار تصادمي مع البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، إذ طالبت مجموعة من مشرعي الحزبين الجمهوري والديمقراطي الكونجرس بإصدار تشريع لمعالجة كلا الصراعين في نفس الوقت.
وهدد مسؤولون في البيت الأبيض، باستخدام حق النقض ضد مشروع القانون، الذي طرحه الجمهوريون، وقالوا في بيان سياسي، مساء أمس الثلاثاء: "بدلًا من طرح حزمة تعزز الأمن القومي الأمريكي بطريقة تحظى بالموافقة من الحزبين، يفشل مشروع القانون في تلبية إلحاح اللحظة من خلال تعميق الانقسامات بيننا والتآكل الشديد للدعم التاريخي من الحزبين لأمن إسرائيل".
وفي وقت سابق، في خطاب ألقاه من قاعة مجلس الشيوخ، قال السيناتور تشاك شومر، الديمقراطي من نيويورك وزعيم الأغلبية: "آمل أن يدرك رئيس مجلس النواب الجديد أن هذا خطأ فادح ويغير المسار بسرعة".
وقال اثنان من الجمهوريين، هما النائبان توماس ماسي من كنتاكي، ومارجوري تايلور جرين من جورجيا، إنهما سيعارضان مشروع القانون المستقل الذي تبلغ قيمته 14 مليار دولار لإسرائيل.
وأدلى وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن، أمس الثلاثاء، بشهادتيهما أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، فيما يتعلق بطلب بايدن 106 مليارات دولار لتمويل خطط إنفاق ضخمة تتعلق بأوكرانيا وإسرائيل وأمن الحدود الأمريكية.
واستنادًا إلى أن دعم شركاء الولايات المتحدة أمر حيوي للأمن القومي، طلب بايدن 61.4 مليار دولار لأوكرانيا، سيُنفق نصفها تقريبًا داخل الولايات المتحدة لتجديد مخزونات الأسلحة التي استنزفها الدعم السابق لكييف.
كما طلب بايدن 14.3 مليار دولار لإسرائيل، و9 مليارات دولار للإغاثة الإنسانية في إسرائيل وغزة و13.6 مليار دولار لأمن الحدود الأمريكية و4 مليارات دولار مساعدات عسكرية وتمويل حكومي لمواجهة جهود الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ومع بدء الجلسة، رفع صف من المحتجين أياديهم ملطخة باللون الأحمر في الهواء احتجاجًا على الحرب في غزة. ولاحقًا أخرجتهم شرطة الكونجرس من الغرفة بعد أن رددوا هتافات منها "أوقفوا إطلاق النار الآن!" و"احموا أطفال غزة!" و"أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية".