الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأنفاق والرهائن وقاذفات كورنيت.. معوقات تعترض العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة

  • مشاركة :
post-title
قوات جيش الاحتلال

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يشهد قطاع غزة معارك ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية من جهة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، وفي ظل تصاعد الاشتباكات وتبادل إطلاق النار، تدرس إسرائيل الاعتماد على عملية برية واسعة النطاق للسيطرة على القطاع.

ومع ذلك، فإن هذه العملية ليست سهلة التنفيذ، بل إنها ستواجه العديد من التحديات الميدانية والاستراتيجية، حسبما أشار عدد من الخبراء العسكريين لصحيفة "فزجلياد" الروسية، إلى أن إسرائيل ليست مستعدة حتى الآن للانتقال إلى عملية برية شاملة، مؤكدين أن العمليات القتالية في القطاع ستُجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي على مواجهة عدة تحديات صعبة.

فالأراضي المكتظة بالسكان في قطاع غزة، وشبكة الأنفاق المعقدة التي أقامتها فصائل المقاومة، وكذلك عدد الرهائن الكبير لدى هذه الفصائل، كل ذلك سيجعل من العملية البرية مهمة صعبة التنفيذ، لذا قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إسرائيل قررت التخلي عن إجراء العملية البرية الشاملة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن قرار "تنفيذ عمليات برية أكثر تحديدًا، على الأقل في المرحلة الأولى، يتفق مع الاقتراحات التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أخيرًا".

تحديات ستواجه القوات

يعتقد سيرجي دينيسينتسيف، الخبير العسكري في مركز التحليل والاستراتيجيات والتكنولوجيا، بحسب ما تشير صحيفة "فزجلياد" الروسية، أن هناك عدة مشكلات رئيسية في قطاع غزة ستواجه جيش الاحتلال، في مقدمتها تخطيط المباني العشوائي مع وجود عدد كبير من السكان، ونظام قوي للاتصالات عبر الأنفاق، ووجود عدد كبير من الرهائن لدى فصائل المقاومة، كما أن الأنفاق تمثل نظام الدفاع الفلسطيني وهي المشكلة الأكبر لجيش الدفاع الإسرائيلي. 

ويشير الخبير العسكري سايمون تسيبيس، من معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، بحسب "فزجلياد" إلى أن الحل الأكثر فعالية سيكون غمر الأنفاق بالماء "نعم، قد يكون هناك رهائن هناك. للأسف، لا يبدو أنه من الممكن حل هذه المشكلة، من المرجح أننا سنضطر إلى التضحية بهم".

من جانبه، شكك ميخائيل بارابانوف، خبير في مركز التحليل والاستراتيجيات والتكنولوجيا، في إمكانية غمر الأنفاق "غزة ليست برلين المبنية على الأنهار".

صعوبة استخدام المدرعات

يعتقد ماكسيم شيبوفالينكو، نائب مدير مركز التحليل والاستراتيجيات والتكنولوجيا، أنه في ظل الأراضي المدمرة ومباني المهدمة، تصبح العمليات العسكرية بالمركبات المدرعة في المدينة أكثر صعوبة، وفي المناطق السكنية المدمرة، تصبح أكثر صعوبة بمرتين، لذلك أشار شيبوفالينكو إلى أن المشكلة الأولى التي سيواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية برية هي ركام المباني، إذ إنه في هذه الظروف، يكاد يكون من المستحيل توفير دعم المدرعات لمجموعات صغيرة من القوات المشاة، وستعلق الدبابات وسيتم قطع إطارات المركبات المدرعة.

بحسب شيبوفالينكو، سيضطر الإسرائيليون للتركيز على وسائل الإصابة عن بُعد عالية الدقة مثل المدفعية والطيران.. "في ظل حجم الدمار، تزداد صعوبة العمل مع أنفاق حماس، إذ يمكن لفصائل المقاومة إخفاء العديد من الأشياء في تلك الأنفاق، الأسلحة والمواد الغذائية والوقود والرهائن".

وأشار الخبير إلى أنه في وقت سابق، استخدمت الأنفاق السرية الأرضية المماثلة في فيتنام، وأحدثت صعوبات لدى الأمريكيين في الحرب، "على الرغم من أن الأنفاق نفسها لم تكن مبنية بشكل جيد مثل تلك في غزة".

وأشار شيبوفالينكو إلى "إن اكتشاف الأنفاق سيكون أمرًا صعبًا، كما أن أنقاض المباني المهدمة على السطح قد كونت نوعًا من "المظلة" التي تحمي الأنفاق من التأثير الخارجي، من الصعب اختراق هذه الدروع".

وأوضح أنه لجعل الشوارع متاحة للمركبات المدرعة، ستضطر إسرائيل لتطهير الأنقاض، وستحتاج لذلك المعدات الهندسية، التي يمكن توفيرها من المخزونات الأوروبية، إلا أنه أكد أنه فور وصولها إلى قطاع غزة، ستصبح هدفًا للصواريخ المضادة للدبابات ووسائل القتال القريبة، خاصة القاذفات اليدوية.

ويوضح الخبير العسكري سايمون تسيبيس: "بصفة عامة، ليست الدبابات مناسبة للحرب في قطاع غزة، وبالتالي فإن جيش الدفاع الإسرائيلي لن يستخدمها بنشاط، نظرًا لعدد العراقيل، لذلك ستستخدم فقط مجموعات صغيرة ومتنقلة من الجنود التي ستتنقل على العربات المصفحة والجيبات".

فشل هجوم المشاة

وأضاف شيبوفالينكو "من المرجح أن تقتصر المواجهة على عمليات الهجوم من قِبل فرق المشاة الخفيفة، وهذا يسهل على الفصائل القتال في مثل هذه الظروف، حيث إنهم يعرفون جيدًا أراضيهم ويكونون في وضع الدفاع".

فيما يخص مستوى التأهب في قوات الاحتلال شكك شيبوفالينكو في مستوى قدرة المشاة الإسرائيليين، الذين يتألفون في الغالب من المجندين، وأشار الى أنه "حتى لو كانوا يخضعون لتدريبات منتظمة، إلا أنهم سيواجهون صعوبة كبيرة على مقاومة الفلسطينيين الذين يكتسبون خبرة قتالية مستمرة".

ويقول الخبير العسكري: "كان أحدث تجربة قتالية للقوات الإسرائيلية في عام 2006 في جنوب لبنان، لكن الجلوس وراء الدروع في المناطق المفتوحة هو أمر، والمعارك في قاطع غزة أمر آخر، يمكن أن يكون الجيش الكبير المكون بشكل رئيسي من المجندين مشكلة لإسرائيل".

رعب الكورنيت

ويشر شيبوفالينكو الى امتلاك الفصائل لقاذفات الكورنيت، الذي يعد سلاح رعب فتاك ضد الآليات الإسرائيلية، إذ كان في عدة معارك سابقة رجّح كفة الفصائل على جيش الاحتلال، مؤكدًا أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد القوات الإسرائيلية هو عمل المخابرات، التي تكون "منظمة بشكل جيد إلى حد ما".

تحديات جيش الاحتلال

الجدير بالذكر أن الجيش هو الذي يؤيد بدء عملية عسكرية، ويمارسون الضغط الرئيسي على القيادة السياسية في إسرائيل، لكن المشكلة أن تل أبيب، على ما يبدو، لا تعرف ببساطة ماذا تفعل بغزة بعد عملية التطهير المفترضة، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة أيضًا دورًا مهمًا، وفقًا لما تشير إليه "نيويورك تايمز".

بالإضافة إلى ذلك، هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها إسرائيل وضعًا يحتفظ فيه العدو بهذا العدد الكبير من الرهائن، إذ يقول شيبوفالينكو: "الآن هناك مساومة جارية، لأنه ليس الإسرائيليين فقط هم في الأسر، لكن أيضًا مواطنين من دول أخرى، بالإضافة إلى ذلك، للقيام بعملية برية واسعة النطاق، تحتاج تل أبيب إلى حشد دعم الولايات المتحدة وبريطانيا، والحصول على ضمانات بعدم تدخل اللاعبين الخارجيين الرئيسيين من بعض القوى الإقليمية، وهذا أمر ضروري لتجنب الحرب على كافة الجبهات".