استقبل سامح شكري، وزير الخارجية المصري، اليوم الأحد، حاجة لحبيب، وزيرة الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الاتحادية لبلجيكا، التي تزور مصر للتشاور والتنسيق بشأن سبل التعامل مع التصعيد العسكري في غزة، ومساعي تنسيق الجهود الدولية لاحتواء الأزمة.
وحسب بيان للخارجية المصرية، تبادل الجانبان الرؤى والتقييم بشأن مجمل الأوضاع الميدانية والإنسانية في غزة، والحاجة المُلحّة لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، وضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بتوفير الحماية للمدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية بشكل عاجل ومستدام.
وحرص وزير الخارجية على الترحيب بقرار بلجيكا دعم القرار العربي بالجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا أنها اتخذت القرار الصحيح، لأنه يعني دعم السلام وحقن الدماء وحماية المدنيين.
كما ناقش الوزيران المخاطر المحيطة باحتمالات توسيع رقعة الصراع، والحاجة لبذل كل الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون حدوث هذا السيناريو.
وأكد وزير الخارجية المصري المخاطر الجسيمة التي تكتنف مسار توسيع القوات الإسرائيلية لعملياتها البرية في غزة، مشددًا على ضرورة بذل جهود دولية منسقة والبناء على مباحثات القادة ومسؤولي الحكومات خلال قمة القاهرة للسلام، من أجل وقف الحرب الدائرة، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وهو ما اتفقت معه وزيرة خارجية بلجيكا باعتبار ذلك أولوية مُلحة لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
من جانبها، أكدت وزيرة خارجية بلجيكا إدراك بلادها الكامل لحجم التحديات التي تتعرض لها مصر نتيجة هذه الأزمة، وتطلعها للاستماع إلى رؤية القاهرة بشأن سبل دعم القضية الفلسطينية وإحياء عملية السلام، باعتبار مصر رائدة دائمًا في جهود تحقيق السلام بالمنطقة ولديها خبرة طويلة في دعم جهود الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتناولت المباحثات بين الوزيرين بشكل مستفيض تردي الأوضاع الإنسانية في غزة، إذ حذر وزير الخارجية المصري من العواقب الإنسانية والأمنية الوخيمة لسياسات إسرائيل التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لا سيما القصف المتواصل والحصار والتهجير القسري بالمخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني، مؤكدًا رفض مصر القاطع لهذه الممارسات، أو لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول المنطقة.
واتفق الوزيران على مواصلة التشاور عن كثب خلال الأيام المقبلة؛ للدفع نحو جهود منسقة دوليًا لاحتواء الأزمة، والحيلولة دون توسيع رقعتها في المنطقة، والعمل مع جميع الشركاء الدوليين من أجل إعادة الأمل في إحياء عملية السلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفاعلة وقادرة على البقاء وتحقيق طموحات شعبها، إلى جوار دولة إسرائيل وفقًا لرؤية حل الدولتين.