لا يستطيع أحد أن يفكر حاليًا إلا بما يحدث في فلسطين، والمجازر التي نشهدها يوميا من جيش الاحتلال، وبما إن الفن لا ينفصل عن الواقع، قرر القائمون على نادي سينما جزويت بالقاهرة، التضامن مع القضية الفلسطينية وتقديم عدد من الأفلام التي تنقل ما حدث ويحدث في قطاع غزة على مدار خمسة أسابيع.
يشهد البرنامج الذي ينطلق في 28 أكتوبر الجاري حتى 25 من نوفمبر المقبل، عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة بين القصيرة والروائية الطويلة، والقديمة والحديثة، ليكون أمام الجمهور فرصة للتعرف على أحداث مختلفة شهدها الشعب الفلسطيني.
تنطلق العروض، غدًا السبت، بعدد من الأفلام القصيرة منها "مشاهد من الاحتلال في غزة"، إخراج مصطفى أبو علي، و"جنين جنين"، الذي أخرجه محمد بكري عام 2002، وتفضح تلك الأفلام ممارسات المحتل والواقع الذي يعيشه أهل غزة، كما يشاهد من خلالها الجمهور ما حدث في معركة جنين.
ونعيش مع فرحة الفتاة التي تبلغ من العمر 14 عامًا، ما رأته من وجع حينما اقتحم جنود الاحتلال قريتها وقتلوا عائلة فلسطينية، وذلك من خلال الفيلم الأردني "فرحة" للمخرجة دارين سلام، مقرر عرضه في 4 نوفمبر المقبل، ويعقبه مناقشة مع الناقد المصري رامي عبد الرازق.
وسيكون الجمهور على موعد في 11 نوفمبر مع الفيلم السوري "المخدوعون، الذي أُنتج عام 1973، ويرصد تبعات نكبة 1948 عن طريق ثلاثة شخصيات من أجيال مختلفة وظروف مختلفة.
وفي 18 نوفمبر، يشاهد الجمهور ثلاثة افلام قصيرة، هي "لأن الجذور لا تموت" والذي أُنتج عام 1978 للمخرجة نبيهة لطفي، الذي يحكي عن مجزرة تل الزعتر، وفيلم "فلسطين في العين" الذي أُنتج عام 1977 للمخرج الراحل "مصطفى أبو علي"، ويحكي الفيلم سيرة المصور الشهيد هاني جوهرية، كما يعرض أيضًا فيلم "المنام" الذي يحكي ما يعيشه سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وتُختتم العروض بـ"حمى البحر المتوسط" للمخرجة مها حاج، في 25 نوفمبر، الذي يحكي عن شاب يعيش في حيفا ويحلم أن يكون كاتبًا ولكن يأخذه مصيره إلى واقع مظلم.
عادة، يعرض نادي السينما في الجزويت عملين، في السبتين الثاني والرابع من كل شهر، لكن نظرًا للأحداث قرر القائمون أن يلغوا فاعلية السبت المقبل وتقديم مجموعة من الأفلام الفلسطينية، حسبما قالت الكاتبة المصرية آية طنطاوي، المشرفة على عروض الأفلام الفلسطينية بسينما الجزويت لموقع "القاهرة الإخبارية".
وأكدت "طنطاوي" أنهم أرادوا أن يتواجدوا في قلب الحدث، قائلة: "تقديم عرض أسبوعي هو جهد إضافي بالنسبة لنا عن الطبيعي، وحرصنا على اختيار أفلام توثق القضية الفلسطينية بين الماضي والحاضر، وابتعدنا عن الأفلام ذات الجودة الضعيفة".
وعن إمكانية مشاركة أبطال من تلك الأفلام في ندوات، قالت:" الأفلام التي اخترناها أغلبها قديمة ولكن الأفلام الجديدة صناعها ليسوا موجودين وإذا كانوا هنا لن يترددوا في الحضور وتعريف الأجيال بالقضية الفلسطينية".