يعول جيش الاحتلال على الجرافات العملاقة المعدلة المعروفة بـ "تيدى بير" أو "دمية الدب"، لإنجاح الاجتياح البري، الذي يستعد لتنفيذه في قطاع غزة المحاصر، الذي يتعرض للقصف المتواصل لليوم الـ21 على التوالي.
وحسب تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، سيتم استخدام تلك المركبات المدرعة الثقيلة، التي تصنعها شركة "كاتربيلر" الأمريكية للجرارات، لامتصاص النيران، وتمهيد الطريق عبر الشوارع المزدحمة والأزقة الضيفة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
مواصفات "دمية الدب"
تتميز تلك الجرافة، التي يبلغ وزنها 62 طنًا، بمحرك ديزل بقوة "405-410" أحصنة، وقوة جر هائلة تبلغ 71.6 طن متري، كما يبلغ ارتفاعها 4 أمتار، وعرضها وطولها 8 أمتار.
ويشغل كل جرافة طاقم يتألف من شخصين، في حين يتم الإشراف على تلك المدرعات الضخمة من قبل سلاح الهندسة القتالي في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويتضمن التعديل الأساسي لجيش الاحتلال في جرافة "دي 9 آر"، تركيب مجموعة دروع أصلية تحمي الأنظمة الميكانيكية ومقصورة القيادة.
وفي عام 2015، جرى تزويد "تيدي بير" بـ "دروع شرائحية"، المعروفة أيضًا باسم "دروع الأقفاص"، لضمان حمايتها من القذائف الصاروخية (آر بي جي)، وهو سلاح تستخدمه فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل متكرر. وتحيط تلك الدروع بشكل كامل بالمركبة، في حين يقدم الزجاج المضاد للرصاص المزيد من الحماية للطواقم.
وتتمتع مدرعات" دى 9 آر" بالقدرة على أداء وظائف كثيرة واستخدامها بشكل متكرر في ساحات القتال، لا سيما في غزة، فقد لعبت دورًا محوريًا خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع (2008-2009)، والذي استمرت لنحو 51 يومًا.
وتتمثل مهام الجرافات الأساسية في تطهير طرق أمام القوات البرية الغازية من الفخاخ المتفجرة، وغيرها من العوائق، بالإضافة إلى توفير الحماية لجنود الاحتلال الذين يسيرون وراءها ومنع تعرضهم للأذى.
وفي حرب المدن، كما هو الحال في قطاع غزة، فإن تلك المدرعات تلعب دورًا محوريًا، كمركبات هجومية، إذ تشمل التعديلات التي تم إدخالها على الجرافات على مدى العقدين الماضيين، تركيب مدفع رشاش وقاذفات قنابل يدوية.
وتبلغ تكلفة الجرافة ما لا يقل عن 900 ألف دولار، لكن تعزيزها بـ"الدروع الشرائحية" ودعم قدراتها الهجومية، يعني أن التكلفة الإجمالية للمركبة "قد تتجاوز 1.2 مليون دولار"، حسب "الإندبندنت".
وبمجرد أن تقتحم "دمية الدب" طريقها إلى غزة، فإن دبابات "ميركافا" القتالية سوف تدخل خلفها، ليلحق بها فيما بعد قوات الاحتلال لتحقيق هدف إسرائيل المعلن من الهجوم وهو "القضاء على المقاومة كليًا".
"دمية الدب" هدف سهل للمقاومة
من المحتمل أن تلعب الطائرات بدون طيار دورًا حاسمًا في رد المقاومة على تقدم تلك الجرافات، والتي نظرًا لحجمها الهائل، فإنه سيكون من السهل استهدافها بواسطة "الدرونز"، وفقًا لخبراء عسكريين.
وفي حين أن الدروع التي تمت إضافتها عام 2015، والتي تشير التقديرات إلى أنها أضافت 15 طنًا إلى وزن كل جرافة، ستحسن خصائصها الدفاعية، فمن المحتمل أيضًا أن تقلل من خفة حركتها وسرعتها إلى حد ما.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي التقطت في 7 أكتوبر، قدرة مقاتلي المقاومة على ضرب وإصابة دبابة مدرعة من طراز "ميركافا" باستخدام ذخائر تسقطها طائرات بدون طيار زهيدة التكلفة.
ونقلت " الإندبندنت" عن الخبير في شؤون استخدام الطائرات بدون طيار في المعارك، فيديريكو بورساري، إن هجوم الفصائل في 7 أكتوبر، أظهر أنها ستخلق مشاكل للوحدات الآلية عندما تدخل إلى قطاع غزة، بما في ذلك عناصر سلاح الهندسة الذين يقومون بتشغيل مدرعات "دى 9 آر"