الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أهالي غزة يعودون للشمال مجددًا: نموت في بيوتنا.. لا مكان آمن

  • مشاركة :
post-title
الدمار في غزة

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

مع تصاعد وتيرة غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، غادرت الفلسطينية رحمة ساق الله مع عائلتها منزلهم الكائن في شمال القطاع إلى جنوبه، كما طلب منهم جيش الاحتلال وإلا اعتبرهم أهدافًا له، إلا إنها تعود إليه مجددًا مع ابنتها فقط، بعد أن استشهد زوجها وثلاثة من أولادها، في المنزل الذي انتقلوا إليه في جنوب القطاع.

حال السيدة الأربعينية، يلخص حال الفلسطينيين في غزة، تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي، والتي وصفت ذلك قائلة: "لا مكان آمن، حيثما نذهب سنموت"، فالجنوب الذي قال عنه جيش الاحتلال في منشوراته إنه آمن، ليس كذلك.

نتنياهو كذاب

نحو 600 ألف مدني فلسطيني، نزحوا من شمال غزة إلى جنوبها، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، منذ 13 أكتوبر الجاري، عملًا بتحذيرات الاحتلال الذي قال إنها لسلامتهم، إذ جاء في رسالته "إلى سكان مدينة غزة، المنظمات الإرهابية –يقصد المقاومة- بدأت الحرب في دولة إسرائيل، مدينة غزة أصبحت ساحة معركة، عليكم إخلاء بيوتكم فورًا والتوجه إلى جنوب القطاع من أجل سلامتكم"، لكنه كعادته لم يف بوعده.

مع هذه التحذيرات، انتقلت "رحمة" مع أسرتها إلى بيت صديق للعائلة ببلدة القرارة في خان يونس، جنوبي القطاع، إلا أن القصف طاله أيضَا: "دمروا البيت فوق رؤوسنا".

لتفقد 4 من أسرتها، زوجها وأولادها الثلاثة داوود 18 عاما ومحمد 15 عامًا وماجد 9 سنوات، وتصاب هي وابنتها رغد "17 عامًا".

رحل ماجد في اليوم الذي كان يفترض أن يحتفل فيه بعيد ميلاده التاسع، وتقول والدته بأسى: "لا نزال على قيد الحياة، لكننا لسنا بخير، العائلة كلها راحت".

فقدت رحمة في تلك الغارة 11 شخصًا من أقاربها، إلى جانب 26 شخصًا آخرين، كانوا لاجئين في نفس المنزل.

في رسالتها، قالت إنها تستعد للعودة إلى شمال غزة، بعد أن حول الاحتلال القطاع بكامله إلى دمار وخراب: "يريدونها مقبرة.. نتنياهو كذاب يطلب من الناس الذهاب جنوبًا ليقتلهم هناك".

أيضًا، عبد الله عياد (65 عامًا)، قررت العودة مع أسرته إلى منزلهم في الشمال، قائلًا "عدنا لنموت في بيوتنا"، موضحًا أنه غادر شمال القطاع برفقة زوجته وخمس بنات، منزلهم الكائن في حي الزيتون جنوبي شرق غزة، بعد إنذارات جيش الاحتلال، ليحتموا بمستشفى "شهداء الأقصى"، بدير البلح وسط القطاع.

إلا إن "عياد"، وأسرته قرروا العودة مجددًا إلى منزلهم: "نموت في بيوتنا هذا أشرف لنا، ليس لنا هنا سوى الإذلال، لا ماء ولا حمامات ولا طعام، وقصف متواصل في كل مكان".

أوضاع مأسوية للنازحين

يتكدس الكثير من الفلسطينيون في خيم من القماش، بعد قصف الاحتلال لنحو نصف مدينة غزة، وتدمير المنازل، ويقول محمد أبو النحل، إنه يعيش مع زوجته وأطفاله وأصهاره، نحو 40 شخصًا في خيمة لا تتعدى 3 أمتار.

طالب "أبو النحل"، العالم بإيجاد حل، لأن ما يعيشه الكثير من الغزاويين حاليًا لا يليق بـ"البهائم".

أما لؤي النجار، الذي جدد الاحتلال معاناته، إذ فرق بينه وبين أبنائه، بعد أن دمر منزلهم ولم يجد مكانًا يؤويهم، ويناسب وضعه الصحي، كونه من ذوي الإعاقة، إذ فقد ساقيه في قصف للاحتلال عام 2009.

في خيمة للنازحين بساحة مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، استقر "النجار"، بعد أن فقد الأمل في إيجاد مكان آخر، يرافقه اثنان من أبنائه الكبار لمساعدته في التنقل، فيما ترك زوجته وأبناءه الصغار في مدرسة تابعة للأونروا.

مع تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع، قال "النجار" إن الوضع مؤلم جدًا، لكنه مبشر في المآل، "كل ما يجري يزيد المؤمن قوة وبصيرة وإيمان".

وتابع في رسالته لـ"القاهرة الإخبارية": من المهم أن ندرك أننا نعيش بوادر مرحلة استثنائية في التدافع بين الحق والباطل، هذه المرحلة مليئة بالآلام والمصاعب الشديدة، ولكن إياك أن تشك أو يدخلك الريب في أن الله بعزته يدبر الأمر، وأن ما تراه من آلام فهو مقدمة الآمال، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرًا.

لا مكان آمن

بحسب الأمم المتحدة، دفع القصف الإسرائيلي المتواصل على جنوب القطاع، نحو 30 ألفًا إلى العودة إلى شماله مرة أخرى، بسبب صعوبة العثور على ملجأ ملائم في الجنوب.

وقالت لين هاستينجز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في فلسطين، إنه "لا مكان آمن" في قطاع غزة، مؤكدة أن الإنذارات التي يرسلها جيش الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإخلاء لا تنفذ ولا تحدث أي فرق.