يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف قطاع غزة، لليوم العشرين على التوالي، ما جعله "الأكثر ضراوة في القرن الحادي والعشرين"، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
قصف أكثر من 7 آلاف هدف
وذكرت الصحيفة أنه منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في مستوطنات غلاف غزة، في 7 أكتوبر الجاري، يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 7 آلاف هدف داخل غزة، وهذا رقم أعلى من أي عدوان إسرائيلي سابق على القطاع، الذي تقل مساحته عن نصف مساحة مدينة نيويورك.
كما أن القصف الإسرائيلي للقطاع المحاصر، يفوق الشهر الأكثر كثافة في حملة القصف التي قادتها الولايات المتحدة ضد داعش، وفقًا لمنظمة "أير وورز" البريطانية لمراقبة الصراع، التي أوضحت أنه في مارس 2017، أطلق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي قاتل تنظيم داعش، ما يقرب من 5000 قذيفة، أي أقل بـ 2000 قذيفة على الأقل مما أطلقته إسرائيل في أقل من ثلاثة أسابيع.
ومنذ عملية طوفان الأقصى، تشن قوات الاحتلال على قطاع غزة المحاصر، قصفًا جويًا ومدفعيًا متواصلًا، أدى إلى استشهاد 6546 مدنيًا، بينهم 2704 أطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وهو رقم يجعل العدوان الإسرائيلي الجاري حاليا، هو الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ حرب لبنان عام 1982 على الأقل.
الاجتياح المحتمل سيكون أكثر دموية
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى تحذيرات صادرة عن مسؤولين ومحللين، من أن الاجتياح البري المحتمل لغزة، قد يكون أكثر دموية من العدوان الجوي الجاري حاليا، زاعمة أن الضربات التي تسهل التقدم البري الإسرائيلي ستساعد في تقليل الخسائر في الأرواح بين المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين على حد سواء، بمجرد بدء الاجتياح.
وقالت الصحيفة إن منذ 7 أكتوبر، أعلن جيش الاحتلال أن القصف استهدف العشرات من منصات إطلاق الصواريخ الفلسطينية ومراكز القيادة ومصانع الذخيرة. كما استخدمت قنابل قوية لاختراق السطح من أجل تدمير شبكة من الأنفاق يبلغ طولها مئات الأميال، والتي حفرتها الفصائل عميقا تحت المراكز الحضرية الأكثر ازدحاما في المنطقة.
وأضافت الصحيفة، أنه حتى مع استخدام إسرائيل للأسلحة الدقيقة، فقد حافظت على تعريف واسع لما يشكل هدفًا عسكريًا، ودمرت مقاتلات الاحتلال الجامعة الإسلامية في غزة، بذريعة أن الحرم الجامعي كان يستخدم لتدريب عملاء المخابرات، واستهدف القصف المساجد، بذريعة كانت بمثابة مستودعات أسلحة ومراكز عمليات، وكذلك المنازل بذريعة أنها تأوي عناصر المقاومة.
ووفق نيويورك تايمز، يبدو أن الضربات الإسرائيلية قد نجحت في كبح قدرات الفصائل على إطلاق الصواريخ. ولم يعلن جيش الاحتلال عن أرقام دقيقة، لكن كان هناك أقل من 20 صفارة إنذار للغارات الجوية في جميع أنحاء إسرائيل، أمس الأربعاء، مقارنة بالمئات خلال الأيام الأولى من الحرب.
استشهاد 704 فلسطينيين في 24 ساعة
وعلى الرغم من ذلك، واصلت إسرائيل قصف القطاع، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن 704 أشخاص استشهدوا خلال الـ 24 ساعة الماضية. وإذا تم التحقق من ذلك، فسيكون هذا اليوم الأكثر دموية في غزة خلال العدوان الجاري حاليًا.
ويعد ارتفاع عدد الشهداء من المدنيين، مؤشرًا على أن الاحتلال يسعى إلى فرض عقاب جماعي على سكان القطاع. ويزعم جيش الاحتلال أنه حتى بعد ضرب العشرات من منصات إطلاق الصواريخ، لا يزال هناك العديد من الأهداف العسكرية المتبقية - بما في ذلك قادة حماس والمخابئ تحت الأرض، ما يؤشر على عدوان طويل الأمد على القطاع المحاصر، رغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار و"هدنة إنسانية".
حرب مدن دامية بعد الاجتياح
وتشير" نيويورك تايمز" إلى أن جيش الاحتلال يواصل قصف غزة، وسط قلق متزايد في إسرائيل من أن قواتها، على الرغم من تفوقها التقني على فصائل المقاومة في القطاع، سوف تصبح عالقة في حرب مدن دامية بعد الاجتياح البري.
وأوضحت الصحيفة أنه يعتقد أن عشرات الآلاف من عناصر المقاومة الفلسطينية يتربصون لجنود الاحتلال، معظمهم في شبكات الأنفاق المترامية الأطراف، مشيرة إلى أن المحللين يتوقعون أن تحاول المقاومة الفلسطينية إبطاء التقدم الإسرائيلي من خلال تفجير بعض الأنفاق بمجرد تواجد الجنود في محيطها؛ ووضع قنابل على جانب الطريق؛ وتفخيخ المباني والخروج فجأة من مداخل الأنفاق المخفية، ونصب الكمائن لجنود الاحتلال من الخلف.